حضرت العدالة التي كان يريدها كاسترو مدرب النصر وطالب بها في المؤتمر الصحفي الذي سبق نهائي أغلى الكؤوس أمام الهلال؛ والتي سبقه بالمطالبة بها قائد فريقه كريستيانو رونالدو، العدالة التي أرادها الاثنان وقصداها ممثلة بالحكم الأرجنتيني داريو هريرا الذي بدأ مع دقائق المباراة الأولى برش بطاقاته الصفراء على لاعبي الهلال وتحديدًا مدافعيه ومحاوره، ثمَّ طنَّش هو وفاره ركلة جزاء صريحة للهلال في الدقيقة 45، وأحبط بعدها بلحظات انفرادة خطيرة لسالم الدوسري باحتسابه لخطأ على عبدالإله العمري لصالح متروفيتش بدلًا من إتاحة الفرصة لسالم الذي كان قد واجه أوسبينا حارس النصر، والأغرب أنَّ الحكم الأرجنتيني الذي كان متوترًا ومشحونًا أكثر من لاعبي الفريقين اكتفى بإنذار العمري!.

هذه هي العدالة التي كان يريدها كاسترو وظل يراقب ويرقب تحققها وهو متسمر على الدكة يتابع أي هفوة تحكيمية ضد فريقه ليمارس بكائياته المعتادة؛ لكن الأرجنتيني داريو هريرا خذله ولم يعطه أي فرصة ليضع الكرة في مرمى التحكيم كما يفعل كل مرة، هيريرا الذي أثمرت جهوده المبكرة والمستعجلة عن طرد مدافعي الهلال البليهي وكوليبالي؛ مستثمرًا حماقة الأول، وحماسة الآخر، ومستغلًا عدم وجود من يحذرهما ويذكرهما في كل لحظة بأنَّ في الملعب حكم قد تأبَّط (كرتًا)!.
حضرت العدالة التي كان يتمناها رونالدو ومدربه، وحضرت معها العدالة الإلهية التي توجت الهلال بأغلى الكؤوس من يد الغالي على القلوب محمد بن سلمان، الذي أسعد الجميع بحضوره ورعايته الكريمة، وأكمل بطلَّته جمال هذا النهائي التاريخي الذي تابعه مئات الملايين من عشاق كرة القدم في العالم على أكثر من 50 قناة محلية وعالمية.
فاز الهلال بأغلى الكؤوس مكملًا بها ثلاثيته التاريخية في موسم تاريخي مليء بالبطولات والأرقام القياسية التي ستحتاج إلى عقود زمنية واحترافية لكسرها، واستحق على الرغم من كل ظروف وأحداث المباراة أن يتوج بهذه الكأس الغالية، وأن يتوج موسمه التاريخي بهذا السيناريو المثير والمؤلم والمفرح والمبكي؛ تاركًا للآخرين الاكتفاء بالصياح وتدوير (العذاريب)!.

قصف
** الهلال حقق في سهرة الجمعة الختامية بطولتين، بطولة كأس الملك، وبطولة إسكات الضجيج!.
** خلال مسيرته الكروية الطويلة والثرية والمثيرة لا أعتقد أن فريقًا إنجليزيًا ولا إسبانيًا ولا إيطاليًا فعل بكريستيانو رونالدو ما فعله به الهلال!.
** الهلال لعب النهائي بربع حالته الطبيعية، والنصر قدم كل مالديه، فكانت النتيجة مباراة متكافئة ومثيرة، ولم يشعر أحد أنها بين صاحب 69 بطولة وبين صاحب 27 بطولة، ولا أنها بين بطل الدوري وبين وصيفه الذي يبعد عنه بـ14 نقطة!.
** الهلال لا يزال بحاجة لوجود قائده التاريخي سلمان الفرج، بذات حاجة سلمان إلى أن يودع الكرة بقميص الهلال!.
** إذا ما أراد الهلاليون أن يواصلوا تحقيق البطولات المحلية، وأن يعودوا بقوة للثأر آسيويًا، والظهور بشكل مشرف في البطولة العالمية الكبرى، فعليهم من الآن العمل على تجهيز نيمار طبيًا ولياقيًا خلال فترة الصيف، واستبدال مواطنه لودي بلاعب من العيار الثقيل، والاختيار الدقيق للثنائي الأجنبي (تحت 21 سنة)، و تدعيم الفريق باستقطابات محلية مدروسة، ونفض دكة البدلاء من كل البلداء!.




http://www.alriyadh.com/2078210]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]