ستظل المملكة كلمة السر في دعم القضايا العربية والإسلامية، بل والقضايا العادلة في كل دول العالم، من خلال دبلوماسيتها العريقة، وزيارات مسؤوليها لكل القوى المؤثرة عالمياً، وهذا ما تؤكده الدول التي بادرت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، قضية العالم المحورية في العصر الحديث، داعية بقية الدول إلى المسارعة في اتخاذ القرار نفسه..
تبقى القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للدول العربية، وعلى رأسها المملكة التي لم تدخر جهداً لدعم هذه القضية المحورية، وكان المشهد في الأيام السابقة، رغم قساوته وبشاعته، يحمل بارقة أمل، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة حرة لها مكانتها في الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، فقد شاهدنا في الأيام القليلة الماضية إعلان 3 دول أوروبية (النرويج وآيرلندا وإسبانيا)، الاعتراف بدولة فلسطين رسمياً في 28 من شهر مايو 2024م، هذا الاعتراف سيكون له الأثر في التعجيل بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل القضية القائمة على أساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية.
إن العالم كله يشيد بالدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية، والجهود التي بذلتها المملكة في الآونة الأخيرة تجاه حشد موقف دولي يدفع العديد من الدول في العالم، تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مقدرين الجهود التي تقوم بها المملكة في دعم القضايا الجوهرية للعرب والمسلمين، ورؤيتها الواقعية من خلال المبادرة العربية التي أطلقتها في قمة بيروت 2002 في طريق حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية في الآونة الأخيرة، ودعم هذه الرؤية استضافة "القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض" نوفمبر الماضي 2023م، وإجراء عدد من الاجتماعات الوزارية والجولات على غرار "الاجتماع العربي الإسلامي الأوروبي" على مستوى وزراء الخارجية في الرياض في الفترة الأخيرة.
فلقد كلفت القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض عدداً من الوزراء بإجراء جولات دولية لوقف الحرب في غزة، والدعوة لحل القضية سلمياً من خلال المفاوضات المباشرة، هذه الجهود التي حظيت بتقدير عالمي كبير، كان من نتيجته اعتراف عدد من دول العالم في قاراته المختلفة بالدولة الفلسطينية، هذا الحراك العالمي الذي تقوده المملكة، سيكون له الأثر في حشد رأي عام عالمي لدعم رؤيتها الاستراتيجية الداعمة للأمن والسلم العالميين.
قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما تنص عليه القرارات والمرجعيات الدولية ومنها المبادرة العربية، سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وسيشجع على السلام، ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي عانى منذ عقود طويلة.
لقد أثنى عدد كبير من السفراء لدى المملكة على الدور السعودي والمواقف الثابتة المناصرة للشعب الفلسطيني منذ بداية مأساته، مذكرين العالم بموقف الملك سعود -يرحمه الله- الذي سلّم لأحمد الشقيري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، مقعد المملكة في الأمم المتحدة، حتى يستطيع ممثل الشعب الفلسطيني أن يدافع عن قضية بلاده ليس من موقع الفلسطينيين فحسب، وإنما من موقعه كممثل للمملكة في الأمم المتحدة، هذا الموقف الذي أشاد به العالم في ذاك الوقت، وتذكره العديد من دول العالم.
المملكة دعت لاجتماع 19 دولة أوروبية مع جامعة الدول العربية، واستضافت هذا الحدث العاصمة الرياض، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي لمناقشة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما مارست المملكة ضغوطاً كبيرة كواحدة من القوى العالمية المؤثرة في المنظمات العالمية، وحشدت القوى لدعم القضية الفلسطينية.
ستظل المملكة كلمة السر في دعم القضايا العربية والإسلامية، بل والقضايا العادلة في كل دول العالم، من خلال دبلوماسيتها العريقة، وزيارات مسؤوليها لكل القوى المؤثرة عالمياً، وهذا ما تؤكده الدول التي بادرت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، قضية العالم المحورية في العصر الحديث، داعية بقية الدول إلى المسارعة في اتخاذ القرار نفسه، مجددة في الإطار ذاته دعوتها للمجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية إلى الإسراع بالاعتراف بهذه الدولة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية؛ ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
http://www.alriyadh.com/2078556]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]