كتاب جديد قيّم بعنوان (أطروحات في قلب رؤية 2030) لمؤلفه الدكتور عبدالوهاب بن عبدالله الخميس.
عندما علمت بصدور هذا الكتاب كنتُ على ثقة بتميزه نظير تميز المؤلف الذي ينتهج الكتابة الموضوعية العملية وليس الإنشائية، إضافة إلى ميزة الخبرة العملية للمؤلف في القطاع الصحي كما يشير التعريف بالمؤلف في الفصل الأخير الذي يوضح خبراته في هذا المجال وفي التأمين الصحي، وفي برامج الرؤية تحديداً.
يتصدر الكتاب إهداء جميل يقول فيه المؤلف: "إهداء إلى مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.. ويختم الإهداء بعبارة تعبر عن التحديات والطموحات والانجازات: "لتحويل الآمال والأحلام إلى واقع نعيش به".
يقول معالي وزير الصحة فهد الجلاجل في التمهيد للكتاب: "يعد الكتاب أحد الشواهد في رصد أهم التحديات التنموية التي واجهت القطاع الصحي ودور الرؤية المباركة في تكامل القطاعات لطرح الطرق المناسبة لصياغة الحلول الجذرية لتخطي تلك التحديات. وقد تمت صياغة هذا الكتاب بطريقة مناسبة للقراء المختصين وسهلة الفهم لغير المختصين، ويمكن أن يكون مرجعا يمكن للباحثين والمهتمين بالشأن الصحي الرجوع إليه".
ويقول معالي وزير الصحة السابق الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة: "يعتبر هذا الكتاب وثيقة مفيدة توضح التحديات التي واجهها القطاع الصحي قبل الرؤية والتغيير الذي أحدثته الرؤية في تطوير القطاع الصحي والتوجيهات المستقبلية للخدمات الصحية في المملكة".
أما المؤلف فيقدم لكتابه قائلاً: "بدأت الشروع في كتابة هذا الكتاب بعد أن طلب بعض الزملاء المختصين في الأنظمة الصحية والتمويل والاقتصاد والإعلاميين وطلبة الدراسات العليا مني توثيق أثر رؤية المملكة 2030 في رفع جودة النظام الصحي والمالي والتأميني والاقتصاد بمفهومه الشمولي وتجميع ما كتبته في هذا الشأن ونشره في كتاب يكون مرجعاً يسهل للمهتمين والباحثين الرجوع إليه".
الكتاب يتضمن عدة فصول تطرقت لموضوعات ذات أهمية بالغة مثل حوكمة الرؤية، إصلاح القطاع الصحي قبل الرؤية وبعدها، أنماط الميزانيات، التأمين الصحي، الخصخصة، إيجاد مركز للإحالات ومعهد سعودي للأبحاث الطبية، هيئة وطنية للجودة الصحية، استثمار الذكاء الاصطناعي لتخطيط الميزانية الحكومية، وملخص لأهم الموضوعات الاستشرافية التي تحققت.
يرى المؤلف أن رؤية المملكة أسهمت في ردم الفجوات بين مختلف الوزارات من جهة ومنع الازدواجية فيما بينها من جهة أخرى مما أسهم في مواجهة العديد من التحديات التنموية بحلول جذرية فأصبحت استراتيجية الجهات الحكومية وطنية شاملة. كانت الوزارات قبل الرؤية -حسب المؤلف- بما فيها وزارة الصحة تعمل بمعزل عن الوزارات الأخرى وتتغير توجهاتها بتغير الوزير المختص، كما أن مرتكزات الأداء الحكومي كانت مبنية على متابعة المدخلات وليس قياس وتقييم مخرجات تلك الجهات.
يصف المؤلف كتابه بأنه أوراق استشرافية أصبحت واقعاً ملموساً. ويشير إلى أنه جمع حزمة ما نشره سابقاً لعرضه في سردية موحدة بدلاً من الاكتفاء بنشر ما كتبه سابقاً، وأن كل محور يخدم موضوعاً محدداً وإضافة ما تم تحقيقه وهو يشير في نهاية كل فصل بعنوان فرعي (ماذا تم بعد رؤية السعودية 2030) من أجل توثيق أثر الرؤية في تحقيق الطموحات. ويتضمن الكتاب جدولاً يلخص أهم الموضوعات الاستشرافية التي تحققت مع الرؤية ومنها: تأسيس هيئة للتأمين، وإنشاء مركز موحد مسؤول عن الإحالات، وهيئة وطنية للجودة، كما يتضمن في الختام أطروحات استشرافية جديدة تبناها المؤلف ذات علاقة بأثر الذكاء الاصطناعي على التخطيط المالي ومراقبة الأداء المالي ورفع كفاءة الإنفاق والأداء للجهات الحكومية.
كتاب مهم للمتخصص وغير المتخصص، ووثيقة مرجعية للطلاب والباحثين.




http://www.alriyadh.com/2078559]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]