يقول بيل غيتس: إن من أهم دروس حياته التي كان يود لو تعلمها مبكرا كان تصفية جدول حياته المزدحم، تعلم غيتس هذا الدرس من رجل الأعمال وارن بافيت الذي تمر عليه بعض الأيام بدون مهام حسب ملاحظة غيتس.
أدرك غيتس متأخرا أن النجاح لا يعتمد على جدول مزدحم بالمهام، تعلم أهمية الحاجة للهدوء أو التوقف بعد أن كان يتواصل مع الموظفين في كل وقت حتى قبل ساعات الفجر، أدرك أن الجدول المزدحم لا يعني الجدية.
في أدبيات الإدارة تبرز أهمية إدارة الوقت كإحدى المهارات القيادية وتعد من أبرز العوامل المؤثرة في تحقيق النجاح، يبدو أن المتغيرات الحديثة في عالم الإدارة وخاصة في مجال التقنية فتحت صفحة جديدة في أساليب العمل والتعامل مع المهام ومع إدارة الوقت، الاجتماعات مثلا تعقد أحيانا عن بعد ومدتها قصيرة مقارنة بالاجتماعات الحضورية، التقنية الإدارية وفرت الكثير من الوقت والجهد، بعض الإداريين كل أمر لديهم يأخذ صفة (عاجل) ربما بهدف إبراز أهميته، يحدث أحيانا خلط بين المهم والعاجل، قد يكون الموضوع في غاية الأهمية ولكنه ليس عاجلا بل يحتاج إلى دراسة وعدم استعجال، الاستعجال في إصدار القرار ليس دائما هو معيار تقييم القرار، عاجل لا تعني مهم، ومهم لا تعني عاجل، في المجال الإعلامي نقرأ أحيانا في نشرة الأخبار (عاجل) ويكون الخبر أن الأمم المتحدة تعرب عن قلقها تجاه ما يحدث في غزة!
يستخدم بعض المديرين أسلوب التفويض كأحد الأساليب لتخفيف الضغوط الناتجة عن المركزية. إدارة الوقت بشكل جيد هي أحد مكاسب التفويض، يضاف إلى ذلك تعزيز الثقة، واكتشاف القدرات، وتقوية عنصر الانتماء، التفويض يعد أيضا نوعا من التدريب واستثمار في الموظف ليكتسب مزيدا من الخبرة والتعلم بالممارسة.
تنظيم وجدولة المهام وإدارة الوقت مطلب على كل المستويات الوظيفية وليست خاصة بالمراكز القيادية. بعض الموظفين يعتقدون أن الإخلاص في العمل يتطلب العمل لساعات طويلة زائدة عن الساعات الرسمية، الإخلاص هو الجدية والأمانة والدقة والتعاون والالتزام بأخلاقيات العمل وقيم المنظمة. النجاح ليس بعدد ساعات العمل، النتائج هي المحك، الكيف وليس الكم، من يعطي كل وقته للعمل، ماذا سيقدم لعائلته؟ الإنهاك الجسدي يؤثر على التركيز ولهذا السبب أوجدت فترات الراحة، ولكن كثيرين من أمثال بيل غيتس لم يدركوا هذه الحقيقة إلا متأخرين، الجانب الآخر للموضوع هو أن تقوم الشركات بترشيد التوظيف والضغط على الموظفين لتحقيق الأهداف المحددة التي كانت تتحقق بعدد أكبر من الموظفين!
أحد أسباب ضغوط العمل أن الأولويات قد تكون محددة لكن لا يتبع ذلك ترتيب لها، الوقت المحدد للعمل في الغالب محدد للمحكومين بنظام المؤسسات التي يعملون فيها، أما أصحاب الأعمال الحرة أو رجال الأعمال فلا يخضعون لهذا النظام وفي كلا الحالتين القضية هي كيفية استثمار الوقت وليس إدارته.
http://www.alriyadh.com/2079581]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]