(جوزيف باتيس).. يعتبر أول من تكلم عن قوافل الحج الأربع التي تأتي لمكة، من المغـــــــرب العربي ومصر والشام، ومن مسلمي الهند وآسيا الوسطى، وقد قال: إن القافلة الآسيوية كانت تحمل البضائع الفاخرة والقيمـــة، وتستهدف بيعها على الحجاج، واليوم يوجد من يغشون الحجاج..
يوم غد الجمعة 14 يونيو الجاري، سيبدأ رسمياً موسم الحج لهـذا العام، وسيستمر لمدة ستــــة أيام، كما جرت العادة، وفي هذه الفترة سيجتمع قرابة مليوني حاج، بحسب آخر الأرقام الرسمية، لأداء المناسك في نفس المكان، وفي وقت واحد تقريباً، وأماكن النسك معروفة وعددها أربعة، يكون افتتاحها وختامها في الحرم المكي، ويؤدي فيها الحجاج عباداتهم في مشاعر منى وعرفات ومزدلفة، ومن المتوقع أن تكون درجات الحرارة مرتفعة بشكل ملحوظ، وفق مركز الأرصاد السعودي، وربما تفوقت على مثيلاتها في الأعوام القليلة الماضية.
ما سبق جعــــل المملكة تستعـــــد بإنجاز عملين مهمين في طرق المشاة لحج 2024، الأول سيخفض درجة حرارة الأرض بنسبة 20 %، وذلك بتغيير لون الشــــــوارع المؤدية لعــرفـــــات إلى اللون الأبيض، الأقل امتصاصاً لأشعة الشمس، والثاني سيغطي المسارات بأرضيات مطاطية، مصنوعة من إطارات السيارات المعاد تدويرها، والتي ستفـــيد في امتصـاص الضغط أثناء المشي، وتخفيف الأحمال على ركب ومفاصل الحجاج، وقد تم تنفيذها على امتداد 15 ألف متر مربع، ما بين منطقتي المزدلفة وجبلي عرفات والرحمة، وكلاهما سيخدم الحجاج في المقام الأول.
بالإضافة لأن أعداد الحجاج، قد حددت منذ زمن، بموافقة كاملة من الدول الإسلامية، وحسابها يكون على أساس التعداد السكاني للدولة، وبواقع حاج واحد لكل ألف شخص، ونصيب حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين، لا يتجاوز 15 % من إجمالي الحجاج، وحملــة لا حج بلا تصريح ضرورية لضمان سلامة الحج والالتزام بالنسب، ومعها الوقوف ضد محتالي الحملات الوهمية، التي وصلت ضبطياتها لـ140 حملة، استناداً لإحصاءات 10 يونيـــو 2024، واللافت ظهور برامج تلفزيونية لجماعات الإسلام السياسي، ومقاطع فيديو تدندن على الوتر الإنساني، في السوشال ميديا، وتظهر المخالفين وكأنهم حجاج منعوا من أداء الفريضة.
لكنهم لم يوضحوا أنهم جاؤوا بتـــأشيرات زيارة، وكانوا يختبئون في مواقع منزوية، بانتظار المشاركـة في الحج، ولم يحترموا المهلة التي منحت لهم لمغادرة مكة، ولمن لا يعرف، الأعــداد غير المحسوبة، ستؤدي إلى حدوث إرباك في خطط الحج التشغيلية، فمن الأسباب الأساسية لحادثة تدافع منى عام 2015، وجود حجاج دخلـــوا المملكة بتأشيرات حج مخالفة، وخارجة على النسب المقررة بفارق كبير، ولعل الأنسب هو مساواة حجاج الدول العربيــــة، بحجاج أوروبا وأميركا ودول الأقليات، التي وصـل عددها مجتمعة لـ(120 دولة) في 2023، وبحيث يعطـون خيار التقديم الإلكتروني بدون وسيط أو مكاتب سياحية، لأن الممارسات الاحتيالية موجودة عربياً، رغم حضور حملات الحج الحكومية، خصوصاً أن شركات الحج والعمرة في المملكة، ارتفـــعت من 6 شركات في 2019، إلى 35 شركة في 2024، ولم تعد محصورة في جنسيات معينة، وباقاتها تقدم بأسعار لا تتجاوز 1700 دولار، وإن زادت فإنها لن تصل إلى الأرقام الفلكية في بعض دول المنطقة، والسابق سيوقف حملات المزايدة على المملكة من هذا الباب.
الدخول المخالف لموسم الحج حدث في البداية، من قبل المستشرقين الأوروبيين، وأولهم البرتغالي (لودفيغ فارتيما) في 1503، أو (الحاج يونس المصري)، مثلمــــا لقب نفسه، فقد كــــان يعمل لحساب ملك البرتغال، وهو من مول رحلته لأغراض استعمارية، وجاء بعده الهولندي (كريستيان سنوك) في عام 1884، أو (الحاج عبدالغفار)، الذي قام بدراسة تاريخ مكة، وسجله في كتاب يحمل العنوان نفسه، وهو صاحب الريادة في إدخال الكاميرا والتصوير إلى مكة، ويعتبر أول من أخرج تسجيلاً صوتياً للقرآن الكريم في الحرم، والأخير محفوظ في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، و(سنوك) عمل لفترة طويلة كمستشار لوزارة المستعمرات الهولندية للشؤون العربية والإسلاميـة، وكلف بمراقبة سلــــوك حجاج مستعمرة الهند الشرقية، فقد لاحظ الهولنديون وجود تلازم بين قيام حركات الاحتجاج والتمرد، وعودة هؤلاء الحجـــاج من مكة، وانتهت رحلته بالهرب، بعد خلاف بينه وبين القنصل الفرنسي في جدة.
بجانب المستشرق البريطاني (جوزيف باتيس) وهو لم يكن عميلاً لأحد، استناداً لما قرأت، ويعتبر أول من تكلم عن قوافل الحج الأربع التي تأتي لمكة، من المغـــــــرب العربي ومصر والشام، ومن مسلمي الهند وآسيا الوسطى، وقد قال: إن القافلة الآسيوية كانت تحمل البضائع الفاخرة والقيمـــة، وتستهدف بيعها على الحجاج، واليوم يوجد من يغشون الحجاج، ويبيعون عليهم إحرامات، لا يتجــــاوز سعرها الأصلـي 80 ريالاً أو 21 دولاراً، وبأسعار تصل إلى 400 ريال، أو 107 دولارات، وربما كانوا حجاجاً، بينما وزارة التجارة وأنظمتها في إجـــــازة، فلـــــم تسجل مخالفة واحدة في مكة، محل الإحـــرامات المغشوشة، خلال جولاتها الاستباقية للحج الحالي، في مقابل ضبط 374 مخالفة فورية في المدينة، ويبدو أن فرع المدينة أكثــــــر نشاطاً، وحالات الغش ليست غريبة على الوزارة، والدليـل اعتـــرافها عام 2017، برصد 37 مليون منتج مغشوش في المملكـــة، وبتكلفة وصلت إلى 500 مليون ريال، أو ما يساوي 134 مليون دولار، ومن بينها ملبوسات كالإحرامات.




http://www.alriyadh.com/2080139]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]