مع التطور العلمي والتقنيات الحديثة كل يوم، يحدونا الأمل، أن ينعكس ذلك على صحة الإنسان وسلامته وأمنه، أو هكذا نظن، أن التطور في اكتشاف الأمراض وسبل العلاج، سيقضي بالضرورة على كثير من الأمراض، ولكن للأسف الشديد، مع كل تطور علاجي، يصاحبه تطور آخر في اكتشاف أمراض أخرى، وكأنها تتكاثر، أو تتحدى كل تقدم علمي تقني، أقصد هنا الأمراض التي يتم اكتشافها كل يوم.. وأخطر ما يكشف عنه العالم أن مئتي مرض تصيب الإنسان يكون مصدرها الغذاء، تلك صدمة كبيرة، ولكن هناك أرقاماً مفزعة كارثية، ترتبط بالغذاء وما يسببه من مخاطر على صحة الإنسان، ففي كل عام يتعرض 600 مليون شخص للإصابة بالأمراض نتيجة لحوالي 200 نوع مختلف من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية، وللأسف يقع عبء الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير على البلدان الفقيرة ومتوسطة الدخل، فيتعرض شعوبها لكوارث غذائية، سواء نتيجة عدم وجود الطعام، وحدوث المجاعات، أو تلوث الأغذية، كما أن الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية مسؤولة عن 420 ألف - 500 ألف حالة وفاة كان يمكن الوقاية منها كل سنة.
هذه الأرقام المفزعة تقتل اقتصادات دول، فكيف سيتم علاج هذه الأعداد الغفيرة من المصابين بالمراحل الأولى للتلوث الغذائي، قبل الانتقال إلى مرحلة التسمم، وصولاً إلى مرحلة الوفاة؛ نتيجة طبيعة لعدم وجود منظومة صحية وقائية، وقدرات مالية هائلة.
قد لا يعرف الكثيرون أن أرقام الوفيات في العالم نتيجة التسمم الغذائي والمجاعات، وجميعها ترتبط بالأغذية، ربما تفوق قتلى حوادث الطرق في العالم، أو ضحايا الحروب المدمرة، وربما تتفوق على الكوارث الناشئة من الأوبئة والإصابات الفيروسية القاتلة.. ويُستخدم مصطلح "التسمم الغذائي" على نحو شائع لوصف جميع الأمراض المنقولة بالغذاء، ويعني تحديدًا مرضًا ناتجًا عن وجود سموم في الغذاء، والتسمم الغذائي هو نوع من الأمراض المنقولة بالغذاء، ويمكن أن يتعرض الطعام للتلوث في أي مرحلة أثناء انتقاله من المزرعة العادية أو السمكية وصولاً إلى المائدة، وقد تحدث المشكلة فيه أثناء مرحلة التربية، أو الحصاد أو الصيد، أو المعالجة، أو التخزين، أو الشحن، أو التحضير والطهي، كما يمكن أن يتعرض الغذاء للتلوث في أي مكان يُتداول فيه، بما في ذلك المنزل، لذا ترى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن سلامة الأغذية ضرورية لتحقيق أنظمة أغذية زراعية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة توفر أغذية صحية للجميع وفي كل مكان، ومن ثم يصبح تطوير سلامة الغذاء عاملاً رئيساً يعمل لتقليل المجاعة وسوء التغذية، ووفاة حديثي الولادة، حول العالم.
دائماً ما تحذر منظمة الصحة العالمية من مخاطر التسمم الغذائي، خاصة في فصل الصيف، وتزيد من تحذيراتها أثناء الدراسة؛ لاحتمالية تعرض طلاب المدارس لمشكلات غذائية خطيرة، لذا تطالب بزيادة جرعات التوعية للفئات العمرية الأقل، دون إهمال للشرائح العمرية المختلفة، لأن الحياة تستحق أن ندافع عنها، وندفع عنها ما يعكر صفوها.









http://www.alriyadh.com/2080788]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]