وطني على حق دائماً وأبداً وإلى يوم يبعثون، ولا سبيل للتنازل عن هذا المبدأ.
قد يقول قائل إن في مثل ذلك مبالغة في تفسير مفهوم الوطنية ويتجاوز إلى الأنانية، ولا علينا من ذلك فحينما يحضر الوطن بكل تجلياته تسقط كل التحديات والعوائق، ولا بأس من تغيير المفاهيم والعلاقات، بل والحب والكره والصداقة والعداوة، وإن كنا مع تمسكنا بتلك المبادئ نؤكد أن التاريخ لم يعرف قديماً وحديثاً أن السعودية بلد معتدٍ أو مثير فتن وصانع فرقة، وحينما تكون ردة الفعل بحجم تسابق رؤساء دول كبرى على تقديمها كمفضلة لتكون شريكاً في المستقبل فإن من حقي كسعودي أن أفتخر بثباتها ومواقفها.. والعمل الند للند في كل موقف حتى لو كان المعني ممن له الصولة الأقوى في العالم.
هنا في المملكة العربية السعودية لا يلتبس علينا مفهوم الوطنية والثبات مع قادتنا في خندق واحد لأجل أفضليات مستقبلية لهذه البلاد، من أهمها العمل بكل قدرة لأجل المستقبل، البناء والاستثمار والبحث عن الشركاء القادرين على دعم الرؤية، هذا بعض ما نحن بصدده وإن كان كثيراً عظيماً، نتفانى ونبتهج بما نحقق وقبل ذلك ما نحن عليه من ثقة وسؤدد.. يدعمنا تاريخنا الذي وثّقناه بتراثنا الإنساني الذي أقر أننا بنينا كل شيء بسواعدنا وحدنا أرضنا، وفي ذلك ومعه.. لم نخضع للظلم، ذلك التاريخ الذي جعل المستعمر الذي هيمن على كل بلاد العرب.. لم يقوَ على أن يعيش في بلادنا، أو حتى أن يضطهد أهلها من بعيد.
هنا في المملكة العربية السعودية ننطلق من تراث إنساني زاخر بكل الإيجابيات الدينية والدنيوية، علّمنا كيف نضع حداً فاصلاً وحاسماً بين الصح والخطأ بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ فينا كيف نتعامل مع الوطن؟ وكيف نستمر منتصرين له..؟ أنشأ فينا وفي دواخلنا آليات جذب داخلية للانتصار له والتقرب منه في كل فترة يحتاج لنا، فعلاً أو قولاً.
في مشوار الثبات والحزم، لم يعد بمقدور متباكٍ أن ينقل أجندته إلى محافلنا الكبيرة، وليس بإمكان حزبي أو طائفي أن يمرر ما يريد، بات الأمر واضحاً ومعلوماً للصغير والكبير.. وبما أسس مبدأ لم يهتز وهو يدرك أنه لا انتصار للسعودي إلا عبر السعودي منذ الإمام محمد بن سعود مروراً بالمؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن.. والآن من نستظل بظلهم قائد البلاد المعظم الملك سلمان بن عبدالعزيز وعرّاب التنمية ولي عهده محمد بن سلمان.
لن أتحدث عن ما يجب وما لا يجب لأننا إزاء لب الوطنية وجوهرها الثمين، تلك المتكونة من مجموعة الأخلاقيات السامية المتجذرة من الآباء والأجداد والتراب والماء وكل التاريخ الذي يحيط بها، من يدرك ذلك الأكيد أن يعي جيداً أن لا وطنية صادقة بدون التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته.
وطننا ليس مقر عبور وصرف أموال، نستطيع أن نستبدله متى ما شئنا، بل هو حياة والتزام أبديان نتمتع بخيراته، ونلتزم له بحمايته متى ما احتاجنا تاركين كل المتع والامتيازات وما تريده النفس من خيرات خلفنا ووراء ظهورنا، فنحن نحب وطننا وقيادته، في برقه ورعده وجنوبه وشماله.. ولا خير فينا إن لم نكن كذلك.




http://www.alriyadh.com/2081233]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]