تشهد منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة نمواً هائلاً في عدد المشاهير والمؤثرين الذين يتابعهم الملايين حول العالم. وعلى الرغم من أن هذه المنصات يمكن أن تكون وسيلة فعالة لنشر الوعي والمعرفة، إلا أن العديد من المشاهير يستخدمونها لاستعراض حياتهم الفارهة ومظاهر البذخ، وغالبا ما يكون هذا الاستعراض من قبل المؤثرين مجرد خداع للمشاهدين، حيث يعرضون صوراً مثالية لحياتهم لا تعكس الواقع الحقيقي، مما يثير مخاوف بشأن هذا التأثير السلبي على الشباب الذين يتابعونهم.
في هذا السياق، اتخذت السلطات الصينية مؤخراً خطوة حازمة بحظر حسابات عدد كبير من المؤثرين المعروفين بمحتواهم الذي يعكس مظاهر الرفاهية والبذخ. وقد أغلقت منصة «دوين»، النسخة الصينية من تيك توك، حسابات شهيرة مثل حساب كوان شينغ الذي يتابعه أكثر من 4 ملايين مشترك.
يسلط هذا الإجراء الصيني الضوء على أهمية التزام مشاهير السوشيال ميديا بالمحتوى النافع والمفيد. إذ أصبح تأثير المحتوى الترفيهي على جيل الشباب خطيراً، فهو يخلق توقعات غير واقعية تجاه الحياة ومعايير غير صحيحة للنجاح والسعادة. ويواجه الشباب ضغوطاً نفسية واجتماعية كبيرة بسبب محاولاتهم مجاراة هذه الحياة المترفة التي يرونها على شاشات هواتفهم، مما يؤدي إلى مشكلات مثل الاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس.
يجب أن يدرك مشاهير السوشيال ميديا دورهم الكبير في تشكيل جيل الشباب وتوجيههم نحو القيم الإيجابية. ينبغي عليهم أن يكونوا على وعي بمسؤوليتهم الاجتماعية واستخدام منصاتهم لنشر محتوى يفيد المجتمع، مثل التعليم والصحة النفسية والمبادرات الاجتماعية الهادفة. على الرغم من أن القرارات الصارمة مثل تلك التي اتخذتها الصين قد تكون حلاً، ألا أن التغييرات الحقيقية يجب أن تأتي من داخل مجتمع المؤثرين أنفسهم، مع التركيز على القيم التي تبني جيلاً واعياً ومستداماً.
لقد حان الوقت لكي يعيد مشاهير السوشيال ميديا النظر في نوعية المحتوى الذي يقدمونه، ويتحولوا نحو تحقيق تأثير إيجابي ومستدام في مجتمعاتهم. يمكن أن تساهم الجهود مثل تخصيص ساعات محددة سنوياً للعمل التطوعي وخدمة المجتمع عبر برامج إرشادية وتوعوية لصالح المؤسسات الخيرية غير الربحية في تحقيق هذا الهدف. قد يشمل ذلك رعاية الأيتام وتقديم المساعدات للمحتاجين، مما يمكّن تلك المؤسسات من استعراض أنشطتها لجميع شرائح المجتمع وحث الأفراد والمؤسسات على مسؤولياتهم تجاه الارتقاء بمستوى الخدمات التطوعية.
http://www.alriyadh.com/2083494]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]