الخيط الرفيع بين الإشادة والتطبيل يبرز ويتضح عندما تقارن بين ما يكتبه الكاتب منتقداً وضعاً سلبياً بكل صراحة وجرأة ووضوح ثم ما يكتبه مشيداً بعد أن تستقيم الأمور وتتحسن الأحوال بل ويتحول الوضع السلبي إلى وضع إيجابي يفوق الخيال ويتعدى ما كنا نحلم به أو نتخيل حدوثه.
الأمثلة على ذلك كثيرة جداً، فنحن في عهد الحزم والعزم نشهد تحسناً كبيراً في كثير من الخدمات بل والمواقف، لا ينكره إلا جاحد أو مغالط بقصد أو حاسد بحقد.
فمن أمثلة تحسن الخدمات ما نشهده وشهد به العالم المتقدم من تسخير الإلكترون لتسهيل الخدمات والتوجه لحكومة إلكترونية، وجعلك تنفذ جل بل كل خدماتك وأنت في منزلك وبضغطة زر واستقبال رسالة تحمل شفرة تصل في ثوانٍ، وهذا وربي لم يتحقق في كثير من دول كنا نحسبها متقدمة علينا، أو هكذا هي كانت فسبقناها وجعلناها خلفنا بمراحل.
ومن أمثلة تحسن الخدمات ما تشهده الخدمات الصحية من تسهيلات للحصول على العلاج سواء في المستشفى الحكومي أو في المستشفى الخاص عند الضرورة بتكاليف تدفعها الدولة دون عناء أو تعقيدات، وكذا التوجه السريع لتأمين شامل للمواطنين سيكون حلاً لمعاناة سابقة طالت ولم تحل إلا بإيكال الإدارة إلى أهلها والمتخصصين فيها، بدأ بالموفق توفيق الربيعة ومن ثم فهد الجلاجل (مع حفظ الألقاب التي لم تعد مهمة مقارنة بلقب مواطن).
ومن أمثلة المواقف، ذلك الموقف الفريد للمملكة العربية السعودية تجاه مواطنيها والمقيمين فيها وحتى مخالفي الإقامة إبان أزمة كورونا، عندما تركت دول غربية مواطنيها في مهب ريح الفيروس بلا علاج ولا لقاح بينما تكفلت السعودية العظمى بكل من يقف على أرضها مواطناً أو مقيماً أو مخالفاً للإقامة، وتكفلت بعزل وإعاشة ونقل مواطنيها في الخارج، وهو الموقف الإنساني الذي رسخ حقيقة أن (السعودية مملكة الإنسانية) وأثبت صدقية تلك العبارة التي أفخر بإطلاقها عند فصل التوءم السيامي البولندي، لكنها أصبحت أكثر شمولية فعمت كل عمل انساني.
ومن المواقف التي يحق لنا الفخر بها اليوم، ما نشهده من تحسن بل قفزة نوعية في مواقف السفارات السعودية كافة مع مواطنيها وهو ما أشاد به عدد من المواطنين الذين تعرضوا لمواقف إما صحية أو اعتداء أو سرقة من تحرك سريع ورعاية وتفاعل ليس منبعه همة سفير بعينه ولكن همة وطن وتوجيه قيادة تهتم بسلامة وكرامة مواطنيها.
وإن كنا يوماً ما ومنذ عقود خلت انتقدنا مواقف شخصية لسفير أو موظف سفارة تجاه مواطن أو انفراد سفارة بالتقصير أو السلبية في حادثة، فإننا لا نتردد اليوم في القول إن الإيجابية أصبحت شاملة، وهذا يدل على أن التغيير أصبح إيجابياً شاملاً في عهد حزم وعزم وثواب وعقاب انعكس على كل شيء، ويكفينا فخراً أن سفارات السعودية العظمى أصبحت سنداً حتى لأشقائنا مواطني دول الخليج، ما جعل أحدهم يقول (لا تسافر إلا لبلد فيه سفارة سعودية).




http://www.alriyadh.com/2084212]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]