إن ثقافة التعدد والتنوع في المجتمع السعودي، وصلت إلى مراتب وآفاق عليا، زادت من وتيرة التسامح ونسجت ضفيرة التكامل بين كافة المستويات والتعبيرات، الكبيرة والصغيرة وتلك هي حالة المجتمعات الذكية والشعوب المتطورة..
تُمثّل حالة/مسألة الخصوصيات الثقافية والعقدية، سواء الفردية أو الجماعية، ظاهرة إنسانية وحضارية، غاية في الإثارة والتعقيد، ومنظومة القيم والأخلاقيات التي تُشرعها وتحميها دولتنا العزيزة، أشبه بمسطرة ترسم خط الأمان، بل وصفة سحرية تُعزز وعي الإنسان.
إن ثقافة التعدد والتنوع في المجتمع السعودي، وصلت إلى مراتب وآفاق عليا، زادت من وتيرة التسامح ونسجت ضفيرة التكامل بين كافة المستويات والتعبيرات، الكبيرة والصغيرة، وتلك هي حالة المجتمعات الذكية والشعوب المتطورة. ولقد رسخت مداميك/استراتيجيات رؤيتنا الملهمة التي يُهندسها ويُشرف عليها ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان، مفهوم التعايش وحقيقة الانسجام في كل ملامح وتفاصيل هذه الأمة الوطنية بامتياز.
والمملكة العربية السعودية، هذه القارة المترامية الأطراف والثقافات، تُعدّ واحة من الأمن والأمان ومصدر الخير والنماء لكل مواطنيها الكرام ولكل مقيميها الأعزاء. وتُمارس كل مكونات وتعبيرات هذا الوطن الكبير عاداتها وطقوسها بكل يسر وسهولة دون أن تخدش مظاهر الأمن أو تُكدّر صفو السلم، ممارسات وسلوكيات تُضبطها القوانين والموضوعية ويُراقبها الوعي والمسؤولية.
في مثل هذه الأيام من كل عام، وتحديداً في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، تعيش محافظة القطيف مناسبة ثقافية وشعائرية أو ما يُطلق عليها "موسم عاشوراء"، وهي تظاهرة ثقافية وفكرية ضخمة، تنشط فيها المحاضرات والسرديات الثقافية والاجتماعية والإنسانية والوطنية والتي تطال وتُلامس كل ما من شأنه إعلاء القيم والأخلاقيات وإبراز مكانة العلم والمعرفة، إضافة إلى العديد من الموروثات والعادات التي توارثتها الأجيال في هذه المحافظة الجميلة.
نعم، قد تبدو تلك الصور والمجالس العاشورائية، غريبة وغير مألوفة، خاصة لمن هم خارج تلك الدائرة، وهو أمر مفهوم وطبيعي، ولكنها تُمثّل حالة من حقيقة التنوع والتعدد في الثقافات والقناعات المختلفة والمتباينة. وكما هو معلوم، فإن مجتمعنا السعودي الكبير، مزدحم بالخصوصيات والفروقات بين مختلف المستويات والمكونات والتي جعلت منه أكثر جمالاً وقوة، بل وساهمت تلك التمايزات والتنوعات في قوة وتماسك نسيجنا ووحدتنا الوطنية. الفروقات والتعددات، مسألة طبيعية وحالة ضرورية، فهي أشبه بمكعبات الفسيفساء البديعة التي تُزخرف صدر الوطن، كل الوطن.
وما تقوم به أجهزة الدولة اللوجستية والأمنية لتنظيم وحماية مجالس ومواكب موسم عاشوراء في كل عام، يدعو للفخر والإعجاب، بل ويؤكد وبشكل واضح حرص ورعاية دولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-. هذا الوئام والانسجام وهذا التلاحم والترابط بين الدولة بكل أجهزتها وإمكانياتها وبين المواطنين بكل مستوياتهم وتعبيراتهم، يقف سداً منيعاً ضد كل تلك الأبواق والأصوات النشاز التي تُحاول النيل من وحدتنا وتماسكنا وذلك عبر بث الإشاعات ونشر الأكاذيب حول حرمان شيعة الوطن من ممارسة عاداتهم وطقوسهم في "عشرة محرم".
وطننا الكبير والعزيز، أكبر وأعز من كل تلك الأكاذيب والألاعيب التي تأتينا من هنا أو من هناك، فنحن ولله الحمد نعيش في وئام وسلام، ونُمارس عاداتنا وطقوسنا التي يكفلها الشرع والعرف ويُنظمها القانون والوعي، في ظل دولتنا العزيزة والرشيدة، وسط أجواء مفعمة بالتسامح والثقة بين كل مكونات وتعبيرات هذا الوطن الكبير.




http://www.alriyadh.com/2085310]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]