حمى الانتخابات الرئاسية في أميركا تصل أحياناً إلى مستويات تنافسية حادة تتخللها مناظرات قوية مع متابعة إعلامية مثيرة وتجمعات انتخابية حماسية صاخبة تتطلب حماية أمنية.
حادث إطلاق النار أثناء حملة انتخابية للرئيس السابق ترمب في بنسلفانيا قيل إنه محاولة لاغتياله، الحادث قد يفسره البعض بأنه يشير إلى حالة التوتر والانقسام داخل المجتمع الأميركي أو يعكس شراسة المنافسة للوصول إلى مقعد الرئاسة الأميركية، الواقع أن هذا الحادث يمثل من لا يملك القدرة على لغة الحوار رغم أن أميركا بلد يقر مبدأ حرية التعبير، ترمب عبر بلغة الجسد عن موقفه بعد الحادث مباشرة فرفع يده إلى الأعلى معبراً عن القوة وعدم الاستسلام للعنف وكأنه يقول: سوف أواصل وسوف أنتصر. لغة الجسد التي استخدمها ترمب في موقف صعب تحولت إلى أيقونة قد يكون لها تأثيرها في عملية التصويت وبهذا تكون لغة الجسد أقوى من لغة العنف.
من زاوية تاريخية، هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حالات مشابهة حدثت في أميركا، كونها تتكرر فإنها أمر يتطلب دراسات أمنية وسياسية واجتماعية.
المقلق في المجتمع الأميركي هو انتشار السلاح وسهولة الحصول عليه، وهذه إحدى القضايا التي تطرح للمناقشة في الحملات الانتخابية. وقد عانى المجتمع الأميركي من إطلاق النار في المدارس والأسواق والمطاعم التي قتل فيها الكثير من الأبرياء والأطفال.
ما النتائج التي ستترتب بعد هذا الحادث؟ وما تأثيرها على الحملات الانتخابية وعلى آراء الشعب الأميركي في مسألة التصويت؟ هل سيطرأ أي تفكير جديد حول النظام السياسي، وموضوع الحملات الانتخابية؟ هل يتعرض المجتمع الأميركي للانقسام، وخطر العنف المجتمعي والسياسي؟ وهل تقوم المعاهد المتخصصة والجامعات بدراسة هذه القضايا؟ وهل يأخذ السياسيون بنتائج هذه الدراسات؟
الأمر المتفق عليه هو أن العنف مدان على مستوى العالم وهو أسلوب لا يمكن أن يكون بديلاً للحوار، لغة العنف لا تنتصر على لغة الحوار، لغة العنف خبر عاجل يتصدر الأخبار لكنه لا يخدم المجتمعات بل يجرها إلى الخلف ويضع العقبات في مسيرتها ويتسبب بخطر أمني على الجميع، لغة الحوار أسلوب حضاري فكري ثقافي اجتماعي لا يسمح حتى بدخول العنف اللفظي لساحة الحوار حتى لا ينجرف معها من لا يؤمنون بالرأي الآخر.




http://www.alriyadh.com/2085312]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]