يقال: اذهب إلى المستشفى لتعرف نعمة العافية، اذهب إلى السجن لتعرف نعمة الحرية، وزر المقابر لتعرف نعمة الحياة، وأضيف لها: سافر خارج المملكة لتعرف نعمة السعودية. هذه مقولات دارجة ومنتشرة، الهدف منها أن يدرك الإنسان النعم التي تحيط به ولا يدرك قيمتها، بل ويعتقد أنها أمر طبيعي، لكنها ليست كذلك. فنظرة شاملة على من حولنا في بعض الدول كفيلة بأن نحمد الله على ما نعيش فيه من نعمة الأمن والأمان، فمعظم هذه الدول تعاني أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة، وصلت في بعضها إلى الجوع والفقر، والانهيار الاقتصادي، وتدهور العملة المحلية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فيما يعيش البعض الآخر على المساعدات الخارجية، ويواجه آخرون أزمة معيشية طاحنة تزداد ضراوة، جعلتهم يتركون بلادهم وينزحون لدول أخرى يتعرضون فيها إلى تدمير ممتلكاتهم، والاعتداء عليهم نهاراً وليلاً، إلى جانب حملات إعلامية متواصلة تطالب بترحيلهم، معظمنا يشاهد كل يوم مقاطع مثيرة للحزن لما وصل إليه الحال ببعض تلك الدول، يأتي هذا الألم والتوجّع من قبلنا لأن ما يؤذي أي دولة بل أي إنسان إنما هو يؤذي الجميع، فنحن إخوة وشركاء في الإنسانية والتسامح والتواد والتراحم.
نستعرض هذه المآسي والمشاهد المؤلمة من باب الاتعاظ وشكر النعمة، ونريد أن ينتبه الكل لما يُحاك حولهم من ألاعيب تجعلهم يدمرون بلادهم بأنفسهم، فهناك قنوات فضائية تبث الفتنة، وهناك مذيعون يقودون برامج تؤجج الفتن بين الشعوب، وتحرضهم على بعضهم البعض، وهناك الشائعات المغرضة التي يتداولها الكثيرون عبر برامج التواصل الاجتماعي بحسن نية، وهناك التحريض الديني والطائفي والمذهبي والعرقي الذي ينشر سمومه بين الجميع، وكل هذه معاول هدم للمجتمعات العربية والإسلامية. ثم أعود إلى أهلي بالمملكة لأذكر نفسي أولاً ثم الجميع بنعم الله علينا التي نتنسم ريحها ونرفل في نعيمها في ظل قيادة حكيمة رشيدة لا يهمها سوى مصلحة شعبها، ترفض الفوضى، والعنتريات والشعارات، وفي كل يوم تبني وتعمر وتصنع فرصاً أفضل لشعبها، وتدشن مشاريع ضخمة تسهم في تحقيق جودة الحياة للمواطنين، والمقيمين والزوار، وتطبق القوانين على الجميع، وتواجه المشكلات في مهدها قبل أن تتفاقم.
ختاماً، نسأل الله أن يعيد الأمن والازدهار لبلادنا العربية، وأن يلهمنا القدرة على إدراك النعم التي نعيشها، فبالحمد والشكر وطاعة ولي الأمر تدوم النعم.




http://www.alriyadh.com/2086194]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]