في السنوات الأخيرة، شهدت الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً في الإقبال على الأطعمة العضوية، والتي تُعرف بملصقات «عضوي» أو «Organic». ورغم ارتفاع أسعار هذه المنتجات، إلا أن الطلب عليها يتزايد بشكل ملحوظ، مما يبرزها كأحد أبرز الاتجاهات الاستهلاكية الحديثة.
هذا الاهتمام دفع السوق إلى التوسع لتلبية احتياجات المستهلكين المتزايدة، مع افتتاح متاجر متخصصة في بيع المنتجات العضوية بمختلف أنواعها، من الحبوب وأنواع الخبز والحلويات إلى الأيس كريم. كما خصصت بعض السوبرماركت ممرات كاملة لهذه المنتجات. وعلى الرغم من التكلفة العالية، فإن العديد من المستهلكين يختارون دفع هذه الأسعار، معتقدين أن الأطعمة العضوية تقدم خيارات صحية أفضل، وهو ما يعززه الترويج المستمر من الشركات والمتاجر لهذه المنتجات.
تُعرّف الموسوعة البريطانية الأطعمة العضوية بأنها تلك التي تُنتج بطرق زراعة عضوية تستثني استخدام المواد الكيميائية الصناعية مثل مبيدات الآفات والأسمدة، وتبتعد عن تقنيات التحليل الوراثي. تشمل هذه الفئة الفواكه والخضروات الطازجة، اللحوم، ومنتجات الألبان. أما في الولايات المتحدة، فتلتزم المنتجات العضوية بمعايير صارمة تفرضها وزارة الزراعة الأمريكية، وتشمل الحد الأدنى من استخدام المواد الكيميائية، الرعاية المنظمة للماشية، وتجنب الهندسة الوراثية.
في ضوء ذلك، لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن إنفاق المزيد من الأموال من أجل استهلاك المنتجات العضوية ما هو إلا حيلة لإهدار المال. هذه الحقيقة خلصت إليها دراسة شاملة أجرتها جامعة ستانفورد في عام 2012، والتي شملت تحليل 17 بحثًا حول مقارنة الأطعمة العضوية بالتقليدية، و223 بحثًا آخر حول مستويات العناصر الغذائية، البكتيريا، الفطريات، والمبيدات في الأطعمة، أظهرت أن الأطعمة العضوية لا توفر فوائد غذائية أكبر من نظيراتها التقليدية، ولا تقلل بشكل ملحوظ من المخاطر الصحية. على الرغم من أن بعض المؤيدين يرون أن تجنب بقايا المبيدات هو السبب الرئيسي لاختيار الأطعمة العضوية، فإن الحقيقة أن مستويات المبيدات في جميع المنتجات، سواء كانت عضوية أو تقليدية، تبقى ضمن الحدود المسموح بها صحياً.
في نهاية المطاف، تبقى قضية الأطعمة العضوية مفتوحة للنقاش، مما يحتم على المستهلكين الاعتماد على معلومات موثوقة من مختصين عند اتخاذ قراراتهم الغذائية. يجب عليهم النظر بعمق في البحوث والدراسات المستقلة، بعيداً عن التوجهات الدعائية والتسويقية.




http://www.alriyadh.com/2086701]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]