الغلاف الثالث عنوان لبرنامج سيطل قريباً على المشاهدين خلال الأيام القليلة القادمة، له رؤية تتمثل في إبراز الأدب والإبداع السردي في المملكة، وربط الجيل الحالي بالإبداع المحلي عبر رؤية إبداعية تمزج بين الدراما والنقاش، الفكرة هي انتقاء مجموعة من القصص والروايات الخاصة بالأدباء في المملكة وتحويلها إلى رؤية درامية مسرحية، البرنامج برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة، المالكة حق اختيار المنصة المخصصة للبث على سبيل المثال وليس الحصر بعض القنوات الوطنية مثل «SBC ،MBC»، مع تسويق الحلقات للقنوات الخليجية والعربية لزيادة التعريف بالأدب المحلي، هكذا قال لي المنتج والمخرج للبرنامج الأستاذ «فطيس بقنة» قبل عدة أشهر مضت، وقد كلفني بتحويل قصة من الأعمال القصصية للأديب الدكتور حسن النعمي، لتكون عملاً مسرحياً ضمن الأعمال القصصية الممسرحة والمدرجة في البرنامج، اخترت قصتين «تحولات مانع الأزدي، بطولات مانع الأزدي» ومزجتهما في قصة واحدة وكتبتها مسرحية بعنوان «مانع والبندقية» تم عرض المسرحية مع بداية العام الهجري الحالي، شاهدها الجمهور وتم النقاش حولها فماذا قالت المسرحية أو بالأحرى ماذا قال مانع وبندقيته؟ قال: من قريتي التي تحضن النعاس مزقت خيبتي، لست أنا مانع الأزدي إن لم أحمل بندقية عسكرية، وألبس بدلة زيتية اللون تشبه لون وجهي القمحي، نعم هذه القرية التي تلوك سيرتي وكأني عنترة الزمن الأول، لا تفرق بين ركض السلحفاء، وقفز الأرانب، بل تجيد سخرية حارقة تعربد في الآذان، لكن هذه السخرية بالنسبة إلي تشكل في ذهني بوحا حقيًا يدفعني للرحيل لامتطاء المستحيل، للبحث عن زعامتي المفقودة في هذه القرية، سأقود جيش الطموح أنا أو ناس القرية والبقاء للأقوى، هم أنزلوا الإحباط في صدري فرضوا علي التشرد أرادوا أن أكون مانع البهلول، أنا مانع الأزدي على سن ورمح قلتها لهم: أعطوني فرصة لتحسين أوضاعي، امنحوني ربة البيت التي أريد هي لا غيرها، رحمة ذات العيون الصافية من خبثكم، حتى شيخكم الذي علمكم فصول التندر والسخرية أتيته بالأمس أطلبه تعريفاً بشخصي، بصوت مرتفع قلت له: أنا مانع الأزدي أريد أن أكتب في الدفاع، قال وهو يشرع في ضحكة حقيرة: وماذا بقي للعقلاء؟!! عندها تواريت في ثيابي سئمت الحياة، لم أجد فيها نصيبي، لعله في قبري لحظتها أكون المرحوم مانع الأزدي، الكل يذكر مناقبي ويذكر أنني في يوم من أيام حياتي السالفة، خدمته كثيراً أو قليلا، لاحظ الشيخ انكساري، أراد أن يواسيني على غير عادته وبابتسامه خبيثة منه: نعم أنت مانع الأزدي في الأوراق الرسمية، وسأمنحك تعريفا بذلك، أما بيننا فمانع الـبهلول، خرجت من داره أحمل ورقة التعريف، كانت فكرة الرحيل في شكلها النهائي.
http://www.alriyadh.com/2087226]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]