في غرفة مؤتمرات ذات إضاءة خافتة في معهد ماساتشوستس للتقنية، جلس مجموعة من الباحثين حول شاشة جهاز العرض التي تضيء وجوههم بشعاعها الساطع، كان الجو مشحونا بمزيج من الإثارة والخوف، وقف في المقدمة روبرت مهاري، أحد الباحثين الرئيسين، مستعدا للكشف عن نتائج التحقيق الذي استمر لمدة عام في أخلاقيات ولوجستيات بيانات التدريب على الذكاء الاصطناعي. كان البحث الذي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي نذير خطر لمستقبل الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على بيانات الإنترنت.
بدأ د. مهاري "اليوم، نحن لا نكشف النقاب عن النتائج فحسب، بل ندق ناقوس الخطر"، نقر على جهاز التحكم عن بعد، ليعرض رسما بيانيا مفصلا على الشاشة، يدل على زيادة حادة في قيود البيانات من مصادر الإنترنت خلال العام الماضي، "كشفت مراجعاتنا لـ 14000 نطاق على الإنترنت عن توجه مذهل: ارتفعت نسبة البنود الخاصة بالذكاء الاصطناعي المصممة للحد من استخدام البيانات" كان الارتفاع على الرسم البياني واضحا للجميع.
ساد الغرفة صمت بانتظار أن تستقر الكلمات في أذهان الجميع. كشفت البيانات أن ما يقرب من 28 % من المصادر الأكثر أهمية للبيانات، أصبحت الآن محظورة بسبب القيود الجديدة، بالنسبة لشروط الخدمة، كان الرقم أكثر خطورة، فقد قيدت 45 % من البيانات.
يتابع د. مهاري: "من الواضح أن خيوط شبكتنا تنحل عراها". تبادل الباحثون نظراتهم القلقة، فقد أدرك الجميع الآثار المترتبة على هذه القيود العميقة. أصبح من الصعب الوصول إلى البيانات لأهداف التعلم والتطور أو حتى العمل، مما يعرض مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي للخطر.
سلط د. مهاري الضوء على التناقضات بين شروط خدمة مواقع الإنترنت وملفات التحكم الخاصة بها، واصفا إياها بأنها "أعراض بروتوكولات الإنترنت غير الفعالة، غير المصممة للتعامل مع إعادة توجيه الإنترنت على نطاق واسع للذكاء الاصطناعي"، كانت الأطر التقليدية تنهار تحت ضغط احتياجات الذكاء الاصطناعي المزدهرة، مما خلق منظرا طبيعيا محفوفا بالمعضلات الأخلاقية والعقبات العملية.
أظهرت إحدى الشرائح انتشار البنود الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهو حقل ألغام قانوني للمطورين، علق محذرا "إذا احترمت هذه القيود ونفذت، فنحن نواجه مستقبلا يتعرض فيه تنوع أنظمة الذكاء الاصطناعي وقابليتها للتطوير إلى خطر شديد"، تبين أن محيط البيانات الذي اتسع يوما من الأيام يتقلص اليوم، مما يهدد ليس فقط الذكاء الاصطناعي التجاري ولكن البحوث غير التجارية والأكاديمية أيضا.
مع اقتراب العرض التقديمي من نهايته، قدم د. مهاري نداءه الأخير، "يجب أن نعالج هذه الأزمة الناشئة في موافقة البيانات، سيكون لحبس الإنترنت المفتوح عواقب بعيدة المدى"، كانت الغرفة هادئة، وخطورة الوضع واضحة للجميع، كان الطريق إلى الأمام غير مؤكد، ولكن كان ثمة شيء واحد أكيد: الطريقة التي نتعامل بها مع موافقة البيانات والذكاء الاصطناعي ستشكل مستقبل التقنية والمجتمع.
http://www.alriyadh.com/2087990]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]