يوثق تاريخ المملكة خلال العقود الماضية، جهوداً حثيثة، لطالما بذلها ولاة الأمر، للاهتمام بمنظومة الحماية الاجتماعية وتطويرها بأفكار ومبادرات عدة، تستهدف تقديم الدعم لفئات المجتمع المختلفة، ومساعدتها على مواجهة صعوبات الحياة، إضافة إلى تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، مثل السكن والرعاية الصحية والتعليم وخلاف ذلك، هذه الجهود تضاعفت تحت مظلة رؤية 2030.
نجاح الرؤية في تطوير منظومة الحماية الاجتماعية، جاء عبر منصات حكومية متعددة، أرادت دعم المواطن، ومساعدته على التأقلم مع المتغيرات المرتبطة بالرؤية وبرنامج التحول الوطني، ولم يقتصر اهتمام المنظومة على فئات الفقراء والأرامل والمحتاجين فحسب، وإنما شملت فئات أخرى من العاملين في القطاعين الحكومي والعسكري، والمتقاعدين، وطلاب الجامعات، وذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تأمين مستوى معيشي جيد لهم، ورفع كفاءة الإنفاق.
الاهتمام الحكومي ببرامج الحماية الاجتماعية، كانت له إيجابيات عدة، طالت الاقتصاد الوطني، الذي انتعش نتيجة الدعم المالي المباشر والضخم المقدم من الحكومة للمواطن، وعزز هذا الدعم من الاستهلاك، وأسهم في تحفيز مختلف الأنشطة الاقتصادية، وساعد زخمه الإيجابي في زيادة الطلب والإنتاج، محققاً ما تصبو إليه القيادة الرشيدة من استقرار للمجتمع ونمو اقتصادي.
وحتى تحقق برامج الحماية الاجتماعية أهدافها كاملة، كان لها نصيبها الوافر والضخم في ميزانيات المملكة عاماً بعد آخر، وصولاً إلى ميزانية العام الجاري (2024)، التي شهدت حجم إنفاق حكومي بلغ 1.251 مليار ريال، على عدد من القطاعات المهمة، من ضمنها 214 مليار ريال موجهة للصحة والتنمية الاجتماعية، وتشمل خدمات الضمان الاجتماعي، والرعاية الاجتماعية والثقافية والإعلامية والرياضية والترفيهية وإدارة برنامج جودة الحياة، فضلاً عن نحو 216 مليارًا، مخصصةً للنفقات الخاصة بحصة الحكومة في معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية وتكلفة الدين وغيرها.
وخير مثال على اهتمام الحكومة بأن تشمل برامج الحماية الاجتماعية، أكبر عدد من المواطنين «حساب المواطن»، الذي أنشئ لحماية الأسر السعودية من الأثر المباشر وغير المباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية المختلفة، التي قد تتسبب في عبء إضافي عليهم، وعندما يبلغ إجمالي ما دفعه «حساب المواطن» للمستفيدين منذ انطلاقته في ديسمبر 2017، وحتى دفعة شهر يوليو الماضي، 209 مليارات ريال، استفاد منها أكثر من 2.1 مليون رب أسرة، فهذا أكبر دليل على أن الحكومة الرشيدة لا ترضى بأن تتأثر معيشة المواطن، لأي سبب كان، مع ضرورة أن ينعم بالرفاهية والاستقرار المالي.
http://www.alriyadh.com/2087998]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]