إذا سارت الأمور وفق قواعد اللعبة الأميركيّة فيمكن أن تكون كامالا هاريس الرئيس الـ47 للولايات المتحدة لتكون أول امرأة (ملّونة) تصل إلى هذا المنصب الرفيع، وتبدو الفرصة متاحة لهاريس بشكل أكبر إذ بدأ الإعلام المؤيد لها يركّز على أن السباق يتم الآن بين محافظ تجاوز الـ78 من العمر وامرأة ليبراليّة في أواخر الخمسينيات عملت كمدعٍ (انتخابات بين مدعٍ عام ومجرم مدان).
صحيح أن انتخابات الرئاسة الأميركيّة 2024 منافسة ذات طبيعة معقّدة في مرحلة يبدو أن الحزبين يواجهان نقصا في الزعامات ذات التأثير والشعبيّة. وفي ضوء ذلك بدأت جهود الصحف المساندة والإعلام الليبرالي واضحة في إعادة تقديم هاريس بصفة المرأة التي يدعمها الشباب والنساء والملونين واللاتينيين والتي تمتلك مرونة مراجعة بعض آرائها وأنّها الحل بدل رئيس (بايدن)انسحب ذليلًا ورئيس سابق مستفزّ (ترمب) تم اختباره في ولاية سابقة.
ولهذا بدأت حملة ترمب في تعديل تكتيكاتها بالتركيز على عدم كفاءة هاريس وتذبذب آرائها، وتطرّف مواقفها خاصة في التساهل في مِلَفّ المهاجرين غير الشرعيين. وهذا المِلَفّ الحسّاس مؤثر كبير في رأي الناخبين وبحسب تقرير صادر عن لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي في 22 مايو 2024 فقد دخل إلى الولايات المتحدة أكثر من 9 ملايين مهاجر غير شرعي منذ أن أصبح بايدن رئيسًا.
ويرى المتفائلون من معسكر الديمقراطيين أن هاريس ربما تحقّق نتائج فارقة بين الناخبين غير البيض، وهو ما سيعزّز الحضور الديمقراطي المهتزّ في الولايات التي تضمّ أعدادا كبيرة من السكان السود (بشكل خاص جورجيا وكارولينا الشماليّة) أو السكان من أصل إسباني (أريزونا ونيفادا). وستكون هناك جوانب أقلّ أهميّة ولكنّها تؤثر في قرارات الناخبين مثل شخصيّة نائب الرئيس فبعد اختيار ترمب لجيه دي فانس نائبًا له تأكدت القناعات بأن ترمب يريد شخصيّات محافظة. وهناك من يرجح أن يكون حاكم ولاية بنسلفانيا "اليهودي" جوش شابيرو (51 عامًا) (سبق وخدم في الجيش الإسرائيلي) هو المرشّح الأقرب كنائب لهاريس وهذا يعني فرصا أكبر لاكتساب دعم اليهود الأميركيين خاصة أن زوج هاريس "دوج إيمهوف" المستشار غير الرسمي للرئيس بايدن في مجال معاداة الساميّة، يهودي الديانة أيضا.
وفي كل الأحوال سيكون الحسم في الأسابيع الأخيرة للانتخابات لصالح من يستطيع كسب الحصة الأكبر من الناخبين المستقلين (نسبتهم تتراوح بين 30 % إلى 40 % من إجمالي الناخبين) وهذ الشريحة المهمة تحتاج إلى من يقنعها ببرامجه كونها تميل إلى إعطاء الأولويّة للقضايا بغضّ النظر عن الولاء الحزبي. من جهة أخرى لا ننسى أصوات المجمع الانتخابي ففي الانتخابات الرئاسيّة لعام 2016 فاز دونالد ترامب بالرئاسة عبر المجمّع الانتخابي مع أن هيلاري كلينتون حصلت على أكثر الأصوات الشعبيّة. وقبل ذلك في الانتخابات الرئاسيّة لعام 2000، فاز جورج بوش الابن بالرئاسة عبر المجمع الانتخابي على الرغْم من أن آل غور حصل على أكثر الأصوات الشعبيّة. والحقيقة أنّه لا يمكن التبوء في عاصمة المفاجئات فهذه هي واشنطن وهذا أحد عجائبها.
مسارات..
قال ومضى
وما ذنب الحقيقة أن تُتّهم بإشعال حريقة.
http://www.alriyadh.com/2088163]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]