من موقف شخصي معي أنا، على الخطوط البريطانية، حين احتجت دخول دورة المياه، أتتني المضيفة وسألتني كيف لها أن تخدمني، بينما في الخطوط السعودية تكون مسؤولية مرافقي الشخصي الملزم به من قبل الخطوط السعودية نفسها، إضافة إلى أن الخطوط السعودية تلزمنا باستعمال كراسيهم المدولبة، مما يعني تخزين كراسينا الخاصة، وتغليفها ودفع مبلغ مالي للتغليف، وما نعانيه من فقدان وضياع للكراسي خاصتنا..
الخطوط السعودية الناقل الوطني والأسرع نموا، وشهادتي فيها مجروحة، فنحن نعتبر أنفسنا شركاء حقيقين، خاصة وأن المصلحة العامة وتحقيق أهدافنا الوطنية، هو هاجسنا جميعا، إدارة وكادر حقيقة أنهم جميعا يمتازون بالمهنية والإخلاص في العمل، ولكن لأنه عمل نجتهد فيه، قد نصيب وقد نخطئ، وكما يقال خير صديق من أهدى لي عيوبي، لهذا فإن وجود أي ملاحظات أو مقترحات، فهو أمر واجب وطني بحت، ورغبة أكيدة في أن تكون كل مؤسساتنا الوطنية على أعلى مستوى في الخدمة والجودة والتميز، خطوطنا السعودية بصفتها ناقل وطني تخدم المسيرة والاقتصاد الوطني بشكل عام، فإنه لزاما علينا أن نكون صادقين معها، وننقل لها أي معاناة أو مشكلة نواجهها، ومشكلتنا اليوم هي فيما يتعلق بذوي الإعاقة الحركية، خاصة في تنقلهم داخل المملكة العربية السعودية.
بداية أود أن أقول إن هناك سياسة تعامل مع ذوي الإعاقة بحاجة لإعادة نظر، ففي أثناء سفر ذوي الإعاقة من داخل المملكة سواء إلى خارجها أو داخلها، يلزمونهم ويطلبون مرافق مع كل فرد من ذوي الإعاقة، ويلزم ذلك وجود كرسي له داخل الطائرة، بينما في غالبية الدول غير المملكة، وعلى نفس الخطوط السعودية عندما يسافر ذوي الإعاقة، لا يلزمون ولا يطلبون مرافق، وهو هو نفس الراكب ونفس الحالة والإعاقة.
هذا الأمر حقيقة أصبح يشكل إزعاجًا مستمرًا لذوي الإعاقة وأنا منهم بطبيعة الحال، والحديث عنها من تجربة شخصية أمر بها، كثيرًا ما يلزمني سفر سريع، لحضور اجتماع أو لأي ظرف عائلي أو مهني أو صحي، فعامل الوقت والتكلفة هنا يشكلان ضغطا ويؤخرون من عملية السفر نفسها، كذلك يلزموننا بوجود مرافق لنا أثناء ركوبنا في الطائرة إذا احتجنا مساعدة، وكما علمت فإن هذا نظام داخلي لدى الخطوط السعودية، ولا نعلم ما دور المضيفين في الطائرة في مثل هذه الحالات؟ مع التأكيد أنه في محطات سفر خارج المملكة وعلى نفس الخطوط السعودية لا يطلبون ذلك.
من موقف شخصي معي أنا، على الخطوط البريطانية، حين احتجت دخول دورة المياه، أتتني المضيفة وسألتني كيف لها أن تخدمني، بينما في الخطوط السعودية تكون مسؤولية مرافقي الشخصي الملزم به من قبل الخطوط السعودية نفسها، إضافة إلى أن الخطوط السعودية تلزمنا باستعمال كراسيهم المدولبة، مما يعني تخزين كراسينا الخاصة، وتغليفها ودفع مبلغ مالي للتغليف، وما نعانيه من فقدان وضياع للكراسي خاصتنا، أو كسرها نتيجة لسوء تخزينها، أو تأخر وصولها لنا بعد الهبوط، والوقت الذي يلزمنا لفك التغليف إن وجدت أحد يساعدك في ذلك أساسا، علما أن غالبية هذه الكراسي قديمة ولا توازي سمعة وطموح خطوطنا السعودية، كذلك أن بعض العمالة التي تتعامل مع ذوي الإعاقة غير مدربة ولا مؤهلة تأهيلا سليما، ولكن في مطارات وخطوط أخرى، يسمح لي أبقى في الكرسي الذي أتى به للرحلة إلى باب الطائرة، ويستلمونه مني على باب الطائرة، وفور وصولي محطة الوصول يحضرونه لي بسرعة من على باب الطائرة كذلك، ناهيكم عن حرفية التعامل من الكادر المسؤول، وجاهزيته المسبقة تأهيلا وتدريبا.
الخطوط السعودية كخطوط عالمية وما نعيشه من إقبال سياحي على المملكة، عليها أن تعيد النظر في سياستها فيما يتعلق بذوي الإعاقة الحركية، أو أي نوع من الإعاقات الأخرى، حتى تواكب الرؤية والتي فيها بند واضح لتمكين ذوي الإعاقة، كثير من الجهات السياحية في المملكة تتخوف من تجربة الزائر مع الخطوط وفي المطار، بحيث يأخذ انطباعا يؤثر على حكمه حول سياحته وزيارته للمملكة، أعلم علم اليقين إن النوايا حسنة، وأن من وضعوا مثل هذه الأنظمة والبروتوكولات لعلهم كانوا يعتقدون أن هذا هو الأفضل لمصلحة ذوي الإعاقة، ولكن النوايا السليمة وحدها لا تكفي لمنع المعاناة وتفادي المشكلات، لذا لابد من إعادة تقييم ملف ذوي الإعاقة، وتوعية وتثقيف واضعي الأنظمة أنفسهم بمعنى سهولة الوصول الشامل الخاص بتمكين ذوي الإعاقة.
شكرا لكم بحجم السماء، ومحبتكم في القلب، وإنجازاتكم كثيرة نفاخر بها، ولكن ما أسلفت أعلاه، إنما هو حرص منا على تمييز الخطوط السعودية، ودوام نجاحها ونموها، ودمتم بكل الخير.




http://www.alriyadh.com/2088332]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]