من غير المقبول المــــزايدة على الدور السعـــودي، وإسهامه المفصـلي في القضية الفلسطينية، وتحديداً من المحسوبين على عرب الشمال، ومن الشواهد، الأموال التي صرفت عليها، وتجاوزت خمسة مليارات و326 مليون دولار، وأكثــــر من 288 مشـــروعًا نفذت لصالحها، وتعتــــبر المملكة الداعم الأول لفلسطين، وعندما لم تكن هناك دولة فلسطينية، أحضر السعوديون الراحل الكبير ياسر عرفات، إلى الأمم المتحدة في 1974، ليخاطب العالـم باسم الشعب الفلسطيني..
لا أحد في المنطقة العربية يقبــل الانتقــــاص من الحق الفلسطيني، لأنه بمثابة القضيـــة الأولى لكل العرب، والاختلاف هو في طريقة التعاطي معه، ولا يمكن اختصار المسألة في الموقف من شخصيات مؤدلجة، حاولت الصعود على أكتاف البسطاء لخدمة أهدافها الضيقة، وألزمتهم بدفع فاتورة مغامرات لم يكونوا طرفاً مؤثراً فيها، وقد أكدت التجارب السابقة أن دولة الاحتلال لا تلتـــزم بوعودها، العربية أو الأممية، ولعل الثابت الوحيد والمتفق عليه، هو أن العرب لم يحصلوا إلا على الفتــــات، طوال 76 عاماً، وحتـى اتفاق الدولتين صار شيئاً من الماضي، وهو في الأساس ولد ميتاً، والدليل قدمه سابقاً، ديفيد فيتز، مدير الوكالة اليهودية، في تصريحه بأنه لن يكون هنـــاك أرض لشعبين، وقيــــادات الاحتلال الحالية، لا تريد الكلام عن دولة فلسطينية بالمطلق، وتحاول تهجير الفلسطينيين بالكامل.
من غير المقبول المــــزايدة على الدور السعـــودي، وإسهامه المفصـلي في القضية الفلسطينية، وتحديداً من المحسوبين على عرب الشمال، ومن الشواهد، الأموال التي صرفت عليها، وتجاوزت خمسة مليارات و326 مليون دولار، وأكثــــر من 288 مشـــروعًا نفذت لصالحها، وتعتــــبر المملكة الداعم الأول لفلسطين، وعندما لم تكن هناك دولة فلسطينية، أحضر السعوديون الراحل الكبير ياسر عرفات، إلى الأمم المتحدة في 1974، ليخاطب العالـم باسم الشعب الفلسطيني، وكانوا من بين الجيوش العربية السبعة، التي دخلت الحرب ضد الاحتلال في مايو 1948، أو في اليـــــوم التالي لإعلان قيام دولة الاحتلال، بخـــــلاف ما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة جدة للأمن والتنميـــة، والتي حضرها الرئيس الأميـركي جــــو بايدن، وقيادات خليجية وعربية، في 2023، وتأكيده على الموقف السعودي الداعم للشعب الفلسطينـــي، وحقه في إقامته دولتــه المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، حاضنة المسجد الأقصى، وأن يكون ما سبق وفق حدود 1967.
لمن لا يعرف فإن حدود 1967، لاتمثل إلا 27% من إجمالي مساحة الأراضي المحتلة، المقسمة بين فلسطين ودولـــة الاحتلال، بمعرفة الأمم المتحدة، ورغم ذلك لــم يقبل الاحتلال بهذه النسبة، وقد كانت قبل أزمة غزة في حدود 15%، ولم يتوقف معها التهجير والاستيطان، وما حدث في أكتوبر 2023، قدم خدمة جليلة لدولة الاحتلال، فمع أنه تسبب في قتل 1500 إسرائيلي، بالإضافة لاحتجاز ما يزيد على 240، ولكنه، وفي نفس الوقت، مكن الاحتلال من تهجير مليوني فلسطيني، ما يعني أنه قلص أعداد الفلسطينيين، بحسب إحصاءات 2022، من خمسة ملايين إلى ثلاثة ملايين، في مقابل أكثر من ثمانية ملايين و300 ألف إسرائيلي، وهؤلاء لم يمثلوا في أواخر القرن التاسع عشر إلا 3%.
إرهاب الاحتلال لم يسلم منه الانتداب البريطاني، عندما حول ولاءه إلى أميركا، التي أصبح ميزان القوى يميل لمصلحتها، بعد الحرب العالمية الثانية، فقد قتلت عصاباته مئات العسكريين البريطانيين، ونفـــــذت قرابة 300 عمل إرهابي ضد مواقعهم، واستخدمت معهم أسلوب الطرود الملغومة، وقد كان منهجا إرهابياً جديدا في تلك الأيام، وهو تصرف عجيب، لأنهم لم يقدروا لبريطانيا، أنها منحتهم وطناً قومياً، ومن رجال هذه العصابات، من شغل مناصب رفيعة في دولة الاحتـــلال، وحصل على جوائز مهمة كجائزة نوبل للسلام.
فـي 1947 رفعت بريطانيا يدها عن فلسطين، وأحـــالت الملف إلى الأمم المتحدة، وكل ما تم بعد ذلك صدر بقرارات أممية، وأول مبعوث أممي عرفه التاريخ، هو الكونت الســـــويدي فولك برنادوت، وكان مبعوثا لحل قضية فلسطين، وقد اغتـــالته عصابة (شتيرن) عام 1948، بسبب تأثره عند زيارة مخيمات اللاجئين في الأردن، وقوله إنه من الإهانة لمبادئ العدالة، أن يحرم هؤلاء الضحايا من حق العودة لبيوتهم، ولكن هذا لم يمنع الأمم المتحدة من إقـــــرار حق العودة، لكــــل لاجئي فلسطين في أواخر 1949، وكــــانت أعدادهم حينها 750 ألفا، والقرار لم يفعل، لأنهــــــم وصلوا إلى سبعـــــة ملايين لاجئ حالياً، وتحدت دولة الاحتلال القرار الأممي في 1950، بإصــدارها لقرار حق العودة لكل يهودي في العالم، والشرط الوحيد أن تكون أمة يهودية.
الفلسطينيــون في الأراضي المحتلة، ينقسمون لثـلاث فئات، الأولى فلسطينـــي الداخل أو عرب 48، وهؤلاء لديهم جنسية الاحتلال، ويشكلون ما نسبته 20% من سكان دولة الاحتلال، إلا أنهم يعاملون كمواطنين أقل درجة، والثانية فلسطيني الضفة الغربية، ممن تتحكـــم سلطة الاحتلال في تحركاتهم، وفي كل ما يصل إليهم، وتحيط بهم 130 مستوطنة مأهولة، والثالثة فلسطيني قطاع غزة، وهم يعيشون في مساحة قدرها 460 كيلومتر مربع، وأراضي القطاع غيـــر صالحة للزراعة، ومعظــــم مياهه الجوفية ملوثة، ولا تصلح للاستهــلاك الآدمي، ويعتمــــــد في طعامه على المساعـــــدات الدولية، ولا يرتبط بمنفذ مباشر يصله بالعـــــالم، واستناداً لكلام الأكاديمي الإسرائيلي أورين يفتاشيل، فإن إسرائيل دولة اثنية تخدم اليهود وحدهم، وحدودها، طبقــاً لديفيد بن غوريون، لا تحـــدد إلا بأبعــــد مكان يمكن أن يصل إليه جنود الاحتلال، ولا أزيد.




http://www.alriyadh.com/2088684]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]