استراتيجيات تحويل العوائق إلى فرص هي الأبرز، أي استخدام العوائق لاستحضار أفكار متنوّعة وجديدة، ومناهج غير تقليديّة للوصول إلى حلولٍ مبتكرة، يقودها دائمًا صانعو الفرص وهم من يخلقون الفرص، متجاهلين المعوقات والتحديات..
تُعرف العقبات بأنها حدود تفرضها عليك نفسك أو ظروفك، ما يؤثِّر في قدرتك على النمو أو الإنجاز، وقد صنَّف العلماء العقبات إلى أربع مجموعات أولها العقبات الجوهرية وهي التي تحول دون النجاح باعتبارها من مكوناته الأساسية أو أسبابه الجوهرية.
وتأتي عقبات الموارد التي تحول دون تحقيق الأهداف حين يحدث نقص في الموارد كانت مادية أو بشرية، وهناك عقبات الوقت حين يصبح الوقت أضيق من أن يكون مساحة لتحقيق الأهداف، وأخيرًا عقبات المنهج حين نكون مقيَّدين بمنهج معين أو طريقة دون غيرها لتحقيق أهدافنا.
ونحن حين ننظر إلى العقبات ونعتبرها فرصاً، فإننا نتجاهل الجانب المظلم منها. وهنا يرى آدم مورجان في كتابه "تحويل العقبات إلى فرص" أن هذا يعني ألا نعتبر العقبات عقوبات أو حدوداً تفرضها العوامل السابقة علينا، بل ويمكن أن نستخدمها كمحفِّزات أو طرق جديدة لتحقيق طموحاتنا.
صانعو الفرص وهم من يخلقون الفرص، متجاهلين المعوقات والتحديات، وعندما نتحدث عنهم لا يفوتنا العبقري "مايكل بِيروت" المهندس المعماري والمصمم المبدع صاحب الإسهامات العديدة في وضع الإستراتيجيات التسويقية والعلامات التجارية لكثير من المؤسسات مثل "نيويورك تايمز"، و"ساكس فيفث أفنيو"، و"ديزني"، حيث كان مثالًا حيًّا على استخدام العقبات والتحديات في تحقيق الأهداف والطموحات؛ إذ رفض تقليص طموحاته وخفض سقفها أمام ما واجهه من تحديات، محولاً المعوقات إلى فرص، بعكس الذين رضخوا للتحديات، و"بِيروت" وأمثاله يجدون العقبات جزءاً لا يتجزأ من عملية البحث والابتكار،فيحولونها إلى جسور يعبرونها للوصول إلى أهدافهم، لا جدران تحول دون ذلك، والعكس صحيح لغير الطموحين الذين يعيدون تشكيل أهدافهم وطموحاتهم كي تتناسب مع العقبات، ما يجعل المشكلات التي تواجههم تعرقل مسيرتهم وتحدُّ نموهم.
ثقافة محوِّلي العقبات إلى فرص على مدار خمسة عشر عاماً مضت، كان أبرزها مؤسسة "وايدن وكينيدي" والتي رسخت ثقافة أساسها التواضع، والتواضع - هنا تحديداً- ليس عكس الغرور، بل هو تقبُّل الأفكار الجديدة، وسعة الصدر لمناقشة الاقتراحات والحلول غير المألوفة وغير المسبوقة، من ثُم تُحدد الثقافة المسار وتضع منهجية تحقيق الأهداف المتمثلة في نشر مقولة "ادخل المؤسسة غبيًّا كل يوم"، ما يتضمَّن اعترافًا بأن حل المشكلة لا يتمُّ دون إقرار بالجهل بما يمكن عمله.
يضاف إلى هذا كانت المؤسسة ترفع شعار "الفشل يقود إلى النجاح"، لا حُبًّا في الفشل، أو رغبةً فيه، أو تبريرًا له، أو حتى تعريضًا به واعتباره وصمة عار، بل اعترافًا بأن النجاح مطلوب من خلال هزيمة الفشل وعدم الرضوخ له.
هذه المنهجية تُعدُّ جزءاً لا يتجزَّأ من ثقافة المؤسسة، يعضِّدها النجاح في التنفيذ، مما يرسِّخها ويعمِّق جذورها، علماً بأن "وايدن" تعتبر ثقافتها بمثابة مفتاح قوة عملها، كما تؤكد المؤسسة على أهمية تفعيل مبادئها وتطبيق ثقافتها من خلال تحفيز موظفيها على ذلك، موضحة أن الأزمات، والعمل تحت وطأتها، والوصول إلى أفضل الحلول التي تخرج المؤسسة منها قبل الموعد المحدد لذلك هي أفضل طرق التعاطي مع المشكلات وتحقيق الأهداف والخطط، وأن التفكير خارج الصندوق وإيجاد حل مبتكر للمشكلة أفضل بكثير من التفكير التقليدي، وتُعدُّ عبارة "افعلها فقط" من أمثلة التوصُّل إلى حلٍ مبتكر وقت الأزمات، وقد تم تطبيقها بإحترافيّة قبل إطلاق حملة دعائية تلفزيونية كبيرة لـشركة "نايكي"، لعب فيها "وايدن" قائد المؤسسة دور القدوة في التفكير خارج الصندوق حين يفعل ما يحفِّز فريقه على فعله، فلطالما ردَّد على مسامع فريقه عبارات مثل: "تعلَّموا التعامل مع الأزمات المفاجئة"، و"ابحثوا عن الفرص العظيمة دائماً"، ما يخلق بداخلهم الشعور بالمسؤولية وأهمية سرعة التفكير والأداء، وبينما تمثِّل المنافسة حافزاً مهماً للكثيرين من أعضاء الفريق، يعدُّ الابتكار وكسر القواعد إبان الأزمات أهم المحفزات على الإطلاق.
ختامًا، استراتيجيات تحويل العوائق إلى فرص هي الأبرز، أي استخدام العوائق لاستحضار أفكار متنوّعة وجديدة، ومناهج غير تقليدية للوصول إلى حلول مبتكرة، حيث يُطّبق نفس المصطلح على المؤسسات التي تتقولب في أسلوب واحد أو ثابت في وضع الخطط أو حلّ المشكلات، ما يجعلها تتراجع أمام العقبات وثبات المسار ونمطية التفكير، أما إيجابيات العادات وسلبياتها فإنه يتعلَّق مباشرة بتفكير البشر وسلوكياتهم، حيث تعتبر "العادات" ظواهر إنسانية أكثر من كونها مؤسسية؛ فهي تتعلق بعادات البشر العقلية فقط!
http://www.alriyadh.com/2089350]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]