ينقسم وادي السيليكون في الوقت الحالي إلى معسكرين، الأول تتزعمه كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، والثاني قلباً وقالباً مع منافسها الجمهوري دونالد ترمب، وإذا كان الرئيس السابق قد نجح في إقناع بعض عملاقة التكنولوجيا في الأشهر الأخيرة، مثل إيلون ماسك وأندريسن هورويتز، فإن هاريس مدعومة أيضاً بتأييد بعض اللاعبين البارزين في وادي التكنولوجيا الشهير، ومنهم مجموعة تضم 750 من أصحاب الاستثمارات الذين وقعوا مؤخراً على تعهد بدعم حملتها الانتخابية، مادياً ومعنوياً، لكن هذا لا يعني، أن المستثمرين لن يراقبوا موقف كلا المرشحين من السياسات قريبة الصلة بوادي السيليكون، مثل العملات المشفرة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الخضراء، والتصدي للصين.
يتبنى كلا المعسكرين، الجمهوري والديمقراطي، مواقف مناهضة بشدة للتوغل الصيني في قطاع التكنولوجيا، إلا أن هناك اختلافا في الاستراتيجية، فلكل طريقته، ومع ذلك، فإنه من المتوقع استمرار قطاعا التكنولوجيا في كلا البلدين بالانفصال بغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة، من جهة أخرى، يتخوف البعض من أن تؤدي ولاية ترمب الثانية إلى عزل وادي السيليكون عن شركائهم التكنولوجيين في الصين، فهذه ستكون خسارة فادحة، ولهذا، بدأت بعض شركات وادي السيليكون بالاستعداد لهذا الإجراء منذ فترة عبر فصل عملياتها بشكل تدريجي من السوق الصينية، ومع ذلك، لا يزال العديد من اللاعبين البارزين في الصناعة يمتلكون حصصاً كبيرة في الشركات الناشئة الصينية، على اعتبار أن عملية التخارج من الصين تظل شاقة ومعقدة.
يجادل البعض في وادي السيلكون بصعوبة التنبؤ بكيفية تعامل ترمب مع التوترات التكنولوجية القادمة مع الصين، فالأمر يتعلق دائمًا بالعلاقات الشخصية أو "الشخصنة"، فلا أحد يعرف ما الذي يستفز ترمب في أي لحظة، ولهذا، يميل دوماً إلى إلقاء اللوم على الصين، وهذا الأمر سيستمر حال انتخابه رئيساً، ويمكن إدراك عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب في موقفه المتغير بشأن تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير "تيك توك"، فعندما كان رئيساً، قاد المحاولة الأولي لحظر التطبيق المملوك للصين في الولايات المتحدة، لكنه غير موقفه الآن، في المقابل، يرى البعض في الوادي أن إدارة بايدن كانت ضيقة إلى حد ما في تفسيرها لكيفية تقييد الصين، ومن المتوقع أن تستمر هاريس في هذا النهج الضيق إذا تم انتخابها، لأن الشركات الأميركية لا تزال تمارس الكثير من الأعمال في الصين.
يتخوف البعض من تشدد إدارة بايدن-هاريس في التدقيق بشأن مكافحة الاحتكار وتشديد القيود على عمليات الاندماج والاستحواذ، وهي استراتيجية لم تحظ بشعبية لدى الكثيرين في وادي السيليكون، وخلال السنوات الأربع الماضية، رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعاوى قضائية لمنع عدد من عمليات الاندماج والاستحواذ رفيعة المستوى، بما في ذلك الاستحواذ المقترح لشركة إنفيديا على شركة الرقائق "آرم" مقابل 40 مليار دولار في عام 2020، لكن الصفقة فشلت بسبب الإدارة الديمقراطية، لكن هذا لا يعني أن ترمب سيكون أكثر صداقة مع وادي السيلكون، وربما يكون أخف في التنظيم من هاريس، خاصة في تنظيم العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، خصوصاً وأنه تعهد مؤخرًا بجعل الولايات المتحدة رائدة في مجال العملات المشفرة.




http://www.alriyadh.com/2089498]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]