يضطر طالب سعودي تحصل على شهادة الثانوية العامة بنسبة 93 % إلى انتظار معاودة اختباري القياس والقدرات بهدف تحقيق نسبة تمكنه من الالتحاق بأي جامعة أو كلية في الفصل أو السنة المقبلة مع أخذ الاعتبار بأن يكون قبوله في جامعة تمكنه ظروفه المادية والمعيشية من الالتحاق بها بعد أن رفضته الجامعات والكليات والمعاهد التي تقدم لها لأن موازنته الكلية لنتيجة الثانوية العامة والقدرات والقياس بلغت 70 % علمي و73 % للأقسام الأدبية، ولأنه لا يملك رسوم السنة التأهيلية بالجامعات التي يزيد متوسطها على 15 ألف ريال للفصل الواحد أي أكثر من 30 ألف ريال.
ورطة هذا الطالب هي معاناة يعيشها الكثير من الطلاب والطالبات وفاقمها هذا العام السماح للمنشآت التعليمية بقبول الطلبة من كل المناطق دون إعطاء أولوية لسكان نفس المدينة التي تقع فيها تلك المنشأة، وليست تلك الورطة ببعيدة عن معاناة أخرى تنغص وتكدر صفو الكثير من طلاب وطالبات الجامعات الذين قضوا عاما دراسيا صعبا بذلوا خلاله الكثير من الجهد لتحقيق موازنة تمكنهم من التحول إلى التخصص الذي يرغبونه، ولك أن تتخيل أن التحول لتخصص الطب والهندسة في عدد من الجامعات تم قصره هذا العام على من حقق الموازنة الكاملة أي 5 %، كما أن كليات الإدارة والاقتصاد رفضت التخصص لطلاب كانت موازنتهم 4.8 % من 5 %.
معاناة أخرى نقلها لي عدد من الطلاب والطالبات تتمثل في طريقة تعامل منتسبي القبول في الجامعات وتبرمهم من مراجعة الطلاب لهم، صحيح أن التقنية تقوم بدور كبير في مختلف الأعمال ولكن في مثل هذه الظروف التي يراجع طالب أو طالبة جامعة أو كلية هو أحد طلبتها أظن أن التقنية لا تغني عن تعامل مباشر وتفهم لظروف ومعاناة ذلك الطالب أو تلك الطالبة.
حقيقة لا أدرى ما الحلول التي يمكن أن يكون لها دور في حل مشكلات هؤلاء الأبناء وتحسين جودة الحياة لهم ويفرض على الواجب نقل مشكلاتهم للعموم والمطالبة بدراستها من طرف ذوي الاختصاص فهم أقدر على دراسة هذا الواقع والخروج بالحلول المناسبة التي يمكن من خلالها انتهاء تلك المشكلات أو تقليصها إلى أقصى حد ممكن.
وبالنسبة للطلاب والطالبات فليس باليد سوى النصيحة بالمثابرة وتعزيز القدرات وعدم الاستسلام والتراخي بسبب المعوقات التي قد تصادفهم خلال رحلتهم لطلب العلم أو خلال مسيرتهم العملية، فألبرت أينشتاين الذي غيرت نظرياته فهم الإنسان للكون وخدمت اختراعاته البشرية رفض قبوله في معهد زيورخ التقني وأضطر للدراسة عاما كاملا لإعادة امتحان الثانوية العامة لكي يتسنى له القبول في ذلك المعهد، وكذلك العالم توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي لم تكن مسيرته التعليمية ميسرة فقد عانى في مستهلها ووصفه أحد معلميه بأنه شديد الغباء وأنه لا يستطيع تعلم أي شيء.




http://www.alriyadh.com/2090083]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]