بعد تسعة وستين يوماً بالتمام والكمال، قضاها الطلاب والطالبات في إجازة صيفية طويلة إلى حد ما، تخللها السفر والترفيه والسهر والاستجمام، يعودون اليوم إلى مقاعد 30 ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية وأجنبية، استعدت جيداً لاستقبالهم، وبدء عام دراسي جديد، لديه من المؤشرات ما يكفي لوصفه بأنه «عام دراسي نموذجي مبشر بالخير».
الاهتمام الذي توليه حكومة المملكة، ممثلةً في وزارة التعليم، استعداداً لعودة الطلاب إلى مدارسهم، يسهم في تحقيق جزء من مستهدفات رؤية 2030، التي تعمل على تعزيز العناية بتطوير التعليم منهجاً ومعلماً وطالباً وتدريساً ومدرسةً، وذلك سعيًا منها إلى مواكبة المناهج المتطورة علمياً وحضارياً؛ من أجل صناعة طالب علم، واثق من نفسه ومن خبراته، قادر على التفكير السليم، ومن ثم الاختيار الصحيح.
وخلال السنوات الماضية، نجحت الرؤية في إعادة صياغة العملية التعليمية، وجعلت الطالب محورها الرئيس، وصبت اهتمامها على تنشئته تنشئةً علميةً، وعدم تحميله ما لا يستطيع من واجبات ومهام، وعززت زيادة الأنشطة التربوية داخل البيئة المدرسية، وعملت على تنمية مهارات جميع الطلاب لمواجهة متطلبات الحياة الحديثة، كما حثت الرؤية على استعمال طرق تدريس حديثة، وتجهيز المختبرات العلمية بكل ما يلزمها من أجهزة وأدوات، إضافة إلى السبورة الذكية التي أصبحت ضرورةً من ضروريات التعليم العصري.
وإذا كان الاهتمام الرسمي بالعملية التعليمية بالمملكة، يزداد عاماً بعد آخر، إلا أن هذا الاهتمام بلغ ذروته في السنوات الأخيرة، في إطار خطط ومبادرات تجسدت في استمرار برامج تأهيل المعلم، والارتقاء بمستواه العلمي والمعرفي، وهو ما انعكس على ما نراه اليوم من نتائج متقدمة لمدارس المملكة في مؤشر «ترتيب»، والنتائج المشرفة التي حققها الطلاب في المسابقات العلمية الدولية التي يشاركون فيها.
وتظهر بصمة الرؤية على العام الدراسي الجديد، مع بدء تدريس اللغة الصينية في عدد من المدارس المتوسطة، كبداية لضمان نجاح التجربة في بداياتها، مع قياس مستوى تحقيق المستهدفات نهاية كل عام دراسي، وسيتم التدرج في تدريس «الصينية» إلى الصف الثالث الثانوي بحلول عام 2029م، وتندرج هذه الخطوة ضمن أهداف التعليم في المملكة، بتعليم لغات أجنبية جديدة، والانتفاع بها، من أجل الارتقاء بالمستوى التعليمي الثقافى للطلاب، خاصةً إذا كانت هذه اللغات تنتمي إلى أمم لها تاريخ حضاري وعلمي طويل، وصاحبة تجربة ذاتية في بناء الذات.




http://www.alriyadh.com/2090137]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]