كما اختتم الهلال الموسم الماضي بالنصر؛ ها هو يفتتح به الموسم الجديد، والضحية هنا وهناك نصر قدَّر الله عليه أن يكون جارًا للهلال، وأن يقدمه الإعلام ندًا ومنافسًا، وبقدر ما أبقت هذه المنافسة المزعومة النصر في المشهد، وبقدر ما أعطته الكثير من الوهج والحضور الدائم؛ بقدر ما حملت معها الكثير من الأوجاع والجراح والصدمات، ولو كان للنصر بكل هذا العزم والصبر والصمود والإصرار والدعم منافسًا غير الهلال لربما حقق أكثر بكثيرٍ مما سمح له الزعيم أن يحققه في فترات متباعدة، وفي مناسبات نادرة يغيب فيها الهلال عن الحضور، ويمنح فيها المجال لبقية الأندية لتتنافس على ما تركه لهم من بقية كعكة البطولات!.
الهلال بطلًا لكأس الدرعية للسوبر السعودية برباعية جديدة في شباك النصر كانت قابلة للزيادة لولا أنَّ الأزرق قرر أن يكتفي بالظهور في شوط واحد، فأعطى خصمه الشوط الأول، وأظهر شيئا من قدرته في دقائق من الشوط الثاني، فالموسم طويل، والمشاركات متعددة، وما يمكن تحقيقه في دقائق واحد يغني عن بذل الجهد في شوطين، ويبدو أنَّ خيسوس قرر تخفيف الأحمال، وتوفير الجهد البدني واللياقي لما هو أهم وأصعب!.
دقائق من الهلال، دقائق من سافيتش، ودقائق من نيفيز ومالكوم ومتروفيتش كانت كافية لتحقيق فوز عريض وقلب الخسارة بهدف إلى انتصار بالأربعة في أقل من 17 دقيقة، ولا غرابة فيمن حقق كأس الملك أمام النصر بـ9 لاعبين أن يحقق بـ11 لاعبًا كأس السوبر أمام الخصم نفسه!.
في المقابل فإنَّ هذا الانتصار لا يجب أن يخدع الهلاليين ويخدرهم، فالطموحات هذا الموسم تحديدًا أكبر، والخصوم الذين يقفون بين الهلال وهذه الطموحات لن يكونوا دائمًا النصر، لذلك لا يجب أن ينام الهلاليون على هذا الانتصار وهذه البطولة، ولا يجب أن يغفلوا عن حقيقة أنَّ هناك نقاط ضعف يجب معالجتها بشكل سريعٍ وفاعل؛ خصوصًا إذا ما تأكد رحيل سعود عبدالحميد، ومع تبقي أقل من أسبوعين على إغلاق فترة التسجيل الصيفية سيكون التحدي القادم هو تأمين مركزي الظهير الأيمن والأيسر، ولا مجال لأنصاف الحلول إذا ما كان الطموح هذا الموسم هو المحافظة على ألقاب الموسم الماضي، وتحقيق دوري أبطال آسيا، وضمان مشاركة مشرفة في كأس العالم الموسعة في أمريكا الصيف المقبل، وهي طموحات منطقية ومشروعة وطبيعية؛ طموحات لا تقبل بوجود لاعبين من أمثال لودي، وقدرة إدارة الهلال على كسب هذا التحدي الذي يواجهها مع ضيق الوقت هو ما سيرسم ملامح الهلال في هذا الموسم.

قصف
* التفريط بلاعب بإمكانات وروح وخبرة محمد البريك خطأ فادح، البريك في أقل حالاته هو أفضل البدلاء في الهلال، ويملك القدرة على تأمين الظهير الأيمن والأيسر، أما البريك في حالته المثالية فلا يقارن به أي ظهير في آسيا!.
أساس أي مشروع ناجح هو الدراسة المتأنية لإيجابياته وسلبياته، واختيار التوقيت المناسب، وخلق الأسباب المؤدية لنجاحه، هل تحقق ذلك في مشروع الاحتراف الخارجي؟!.

ما الذي يمنع اتحاد القدم من إعادة النظر في بعض قراراته التي اتفق الجميع على ركاكتها؟! مثل قرار الاكتفاء بضم 8 أجانب من العشرة لقائمة كل مباراة وإبعاد البقية للمدرجات، قرار غريب فيه هدر فني ومالي وقد يكون سببًا في فشل الفكرة برمتها!.





http://www.alriyadh.com/2090279]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]