أربعة أصدقاء درسوا في مجمع مدرسي من الابتدائي حتى الثانوي، بعد تخرجهم من الجامعة وفق تخصصاتهم المختلفة قرروا أن يلتقوا في فندق لتناول وجبة الغداء، واتفقوا على كل واحد منهم يدفع قيمة طلبه، على طاولة الطعام تحدث الأربعة واتفقوا أيضاً على أن يجتمعوا مرة أخرى بعد "30" عاما إذا الله أعطاهم العمر في نفس الفندق في الأول من يناير، وناقشوا حتى ذلك الحين أن يعملوا بجد ومدى التقدم الذي تم إنجازه بعد الـ"30" عاما، وقرروا أن آخر من يصل إلى الفندق يدفع فاتورة وجبة الغداء، كان الجرسون "جي" الذي يقدم لهم الطعام يستمع إلى حديثهم وقال لهم: إذا بقيت هنا حتى ذلك الحين سأكون في انتظاركم جميعاً، انفصل الأربعة وغادر سعد المدينة بعد أن انتقل والده إلى مكان آخر، وذهب حمد لمواصلة الدراسات العليا في الخارج، وحصل فهد على وظيفة مرموقة في مجال الهندسة المعمارية، أما رعد صار رجل أعمال، مرت الـ"30" عاماً، شهدت المدينة تغييراً جذرياً، حيث زاد عدد سكان المدينة وتغيرت الطرق والجسور ومراكز التسوق، وأصبح الجرسون جي مالك الفندق، ففي الموعد المقرر عند الظهر وصلت سيارة فاخرة إلى باب الفندق، نزل رعد من السيارة وهو يمتلك ثلاثة متاجر للمجوهرات، التقى بصاحب الفندق الجرسون سابقاً جي، وظل كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض قال له جي: سيدي لقد حجز لك السيد حمد طاولة منذ شهر مضى، كان رعد سعيدًا جدًا لأنه كان الأول من بين الأربعة، لذلك لن يضطر إلى دفع الفاتورة، وبعد فترة وصل فهد الذي أصبح مقاولًا معروفًا، كلاهما كانا يتحدثان وينتظران الأصدقاء الآخرين، الصديق الثالث سعد جاء بعدهما والذي أصبح تاجر عقار، ظل الأصدقاء الثلاثة ينتظرون حمد وسرعان ما جاء إليهم السيد جي وقال لهم: لقد وصلت رسالة من حمد يطلب منكم جميعًا تناول الغداء وسوف ينضم إليكم لاحقاً، كان الثلاثة سعداء جداً بلقاء بعضهم البعض بعد الـ"30" عاماً، أخذوا يضحكون ويمزحون لكن حمد لم يأت، انتهوا من الطعام ولم يحضر حمد، وعندما طلب الثلاثة الفاتورة قيل لهم أن الفاتورة قد تم دفعها عبر الإنترنت، بعدها نزل شاب من السيارة وبقلب مثقل وصل إلى الأصدقاء الثلاثة الذين كانوا يستعدون لمغادرة الفندق، لم يتمكن الثلاثة من رفع أعينهم عن الشاب الذي قال لهم: أنا ابن صديقكم حمد، لقد أخبرني أبي عن اجتماعكم اليوم، كان ينتظر هذا اليوم لكن وافته المنية الشهر الماضي بسبب مرضه، طلب مني أن آتي متأخراً، لأنني لو أتيت مبكراً لأحزنتكم جميعاً وقال لي أبي: أصدقائي لن يضحكوا إذا عرفوا أنني لست في هذا العالم، فسيفقدون متعة لقاء بعضهم البعض ولا أريد ذلك، ولهذا السبب أمرني أن آتي متأخراً وطلب مني أيضًا أن أعانقكم جميعًا نيابة عنه، وهو يعانقهم قال الشاب الابن: كان والدي برفسوراً ومحاضراً بالجامعة وعلمني تعليمًا جيدًا وأنا الآن الرئيس مدير عام الرقابة والمتابعة بالمدينة، اندهش الثلاثة وأصابهم شيئاً من الخوف، قاطعهم جي قائلاً: الآن لن يحدث اجتماعكم بعد "30" عاما، لكن أرجو أن تلتقوا في هذا الفندق كل شهر وسأتحمل فاتورة طعامكم، وكانت هذه نهاية الفيلم.




http://www.alriyadh.com/2090438]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]