عندما أعلنت المملكة عن رؤية 2030 في صيف العام 2016، وضح اهتمامها البالغ بتطوير كل المجالات دون استثناء، في إطار إعادة بناء الدولة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وذلك وفق ثوابت ومنطلقات قوية، أثمرت اليوم عن مملكة تنمو وتزدهر، ينعم فيها المواطن والمقيم بكل أوجه الأمن والسعادة والرفاهية.
وضمن اهتمامات الرؤية المتعددة، نال القطاع الزراعي حظه الوافر من خطط التنمية والتطوير، باعتباره أحد القطاعات المهمة لاستقرار الدولة، وتأمين غذائها الأساسي، معتمدة على سواعد أبنائها، بعيداً من بند الاستيراد غير مضمون العواقب، ومن هنا، لم يكن غريباً أن توجه وزارة البيئة والمياه والزراعة بوصلة اهتمامها صوب القضايا المتعلقة بالأغذية الزراعية، وتعزيز الأمن الغذائي، ومواجهة التحديات التي يلزم معالجتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وذلك لتحقيق التنمية الزراعية، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي المستدام.
وقبل الرؤية بعقود مضت، شهد قطاع الزراعة السعودي الكثير من التحولات الجذرية، بالانتقال من مرحلة "البدائية"، إلى اتباع كل ما هو جديد وحديث في عملية الزراعة، وهو ما أوجد اليوم قطاعاً زراعياً منتجاً، تتصدره مناطق زراعية نموذجية، ليس أولها الجوف وحائل وتبوك، وعسير، وليس آخرها الرياض والباحة والقصيم المدينة المنورة، وهو ما أسفر عن تحقيق المملكة نسبة اكتفاء ذاتي في الكثير من المحاصيل الزراعية، مثل التمور والتين والباذنجان، والبامية والشمام، إلى جانب الاقتراب من تحقيق الاكتفاء ذاته في محاصيل أخرى أشهرها البطيخ والبطاطس الفاصوليا، والمانجو والرمان، والليمون وغيرها.
وإحقاقاً للحق، اهتمام المملكة بالزراعة، تجاوز نطاقها المحلي، وطرق أبواب النطاق الدولي، من خلال مشاركتها الفاعلة في المناسبات والمؤتمرات الزراعية الدولية، وأكبر مثال على ذلك، عضويتها في مجموعة العشرين، حيث تولي المملكة التنمية الزراعية والموضوعات ذات الصلة، مثل الأمن الغذائي، والأمن المائي، وضمان التوازنات البيئية، أهميةً بالغة في سياساتها واستراتيجياتها الوطنية، كما تعمل بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية بهذا الشأن، وفق رؤية 2030م، إضافة إلى اعتماد العديد من الاستراتيجيّات والبرامج لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، وزيادة الرقعة الزراعية، للإسهام في الأمن الغذائي الوطني والإقليمي والعالمي، والحفاظ على الموارد الطبيعيّة والبيئيّة.




http://www.alriyadh.com/2091224]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]