لم أكن أريد أن أخوض بما ليس لي فيه علم، ولم أرغب بأن أكون ضد أو مع، ناهيك عن الرغبة الأكثر إلحاحا وهي إن من بيننا من يريد دائماً أن يحمل الأمور بغير ما تحتمل أو ينظر إلى ما يطرح أو يكتب إلى أن فيه من الخطورة ما قد يؤثر على المجتمع.
الموضوع الشائك الذي لفت نظري يمسنا مباشرة هو علماء التغذية المنتشرون على مواقع التواصل الاجتماعي من كثرتهم نحسبهم أكثر عددا من مشاهديهم.. علماء في كل ما يدخل إلى الجوف أو يؤثر على الجسد ومن فرط شهرة طاردوها بات اختلافهم وتناحرهم المعلوماتي.. على كل لسان.. فهذا يقول معلومة والآخر يهدمها.
المجال بدأ مناسبا للأطباء وآخرين من الباحثين عن الشهرة ليكون ميدانا رحبا لهم مستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعي وتطوراتها الهائلة لتداول كل ما يخص المعلومات الغذائية والترويج لأغذية دون غيرها.. ناهيك عن المعلومات الطبية والصيدلانية، لتنقل علم التغذية والطب من المختبرات إلى الفضاء الاجتماعي.. وهنا لا ننكر أن هناك ما هو مفيد وراقٍ ويلعب دوراً كبيراً في نشر التوعية الصحية وكيفية عرضها بطريقة صحيحة، من مفيدين فاعلين جدا في المهنة سواء أطباء أو أخصائي التغذية الممارسين المعتمدين إلا أن استغلالها من قبل البعض لنشر الأخبار المضرة عن العلاج والأدوية والأعشاب، ناهيك عن الترويج لبعض الخلطات العشبية والمكملات الغذائية.. فتلك مصيبة وأي مصيبة.
المشكلة أن أسماء طبية وفي مجال الغذاء استمرأت الأمر وباتت تتحدث عن كل شيء لتكون سيدة الفتوى في مجال التغذية والطب، حتى أن أحدهم يرد على كل شاردة وواردة وكأنه مقيم في مواقع التواصل ولا يخرج منها أبداً.. ومن كثر كلامه كثرت أخطاؤه؟.. ليتحول وجودهم من كونه معينا ومفيدا إلى باب لنشر الكثير من الأخطاء الغذائية والطبية يساهموا بتضليل كثير من البسطاء، وبينوا أن الكارثة تزداد باستمرار مع تزايد عدد الأشخاص المقبلين على هذه المواقع ومتابعتها باستمرار؟!.
العبث بالناس أصبحت مهنة مربحة ولا بأس من تلبس كثيرين بلباس دكتور في الطب أو التغذية أو حتى متخصص، ليجد المتلقي نفسه في رحلة بحث عن الحقيقة في زحام هذا الكم الهائل من المتخصصين سواء حقيقيين أو مدّعين، وسيل الأخبار المتناقضة يزداد باستمرار، وكل من أصحاب الفتوى يبذل الكثير من الجهد ليكون أكثر فطنة بشأن كسب أكبر عدد من المتابعين لمكاسب مادية أفضل.
المهم في الأمر أن الطب والتغذية كما الفكر فيها خطورة وليس مكان الإفتاء عبر مواقع التواصل كونها تشكل خطورة على صحة وحياة الناس، لأن ما يناسب شخص قد لا يناسب الآخر، فيتسبب ذلك بتداخلات غذائية أو دوائية خطرة.. ولهذا نحتاج للتثقيف، بحيث يتزود الفرد بحس نقدي متطور في استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالجانب الغذائي والطبي على وجه الخصوص، سواء تعلق الأمر بالانقياد للمعلومة أو حتى باستقبال المعلومة أو إرسالها لأن في ذلك خطورة كبيرة.




http://www.alriyadh.com/2092091]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]