لا شك أن ملف الذكاء الصناعي أخذ حيزا كبيرا في العالم في الفترة الأخيرة، وأصبحت عيون الدول بهيكلياتها الرسمية كلها تتجه نحوه، ولم يعد الأمر مقتصراً على بعض الحالمين أو الطامحين، بل أصبح الأمر ضرورة من ضروريات التطور الذي يشهده العالم وبشكل متجدد يوميا، ومن هذا الواقع فإن المملكة ومنذ انطلاقة رؤيتها المباركة 2030، وهي تولي هذا الملف أهمية كبرى، استشرافا للمستقبل واحتياجاته وأسسه، وكذلك لكي تستطيع المملكة أن تنال مكانة متقدمة بين مصاف الدول المتقدمة في عالم الذكاء الصناعي، لأنه علم جديد، ونستطيع أن نكون من أوائل المبتكرين والمطورين، وكحال أي مجال عمل أو ابتكارات جديدة، لا بد من وجود ضوابط أخلاقية تحكم الأمور، وتضعها في مسارها الصحيح، لتحقيق المصلحة العامة للإنسانية جمعاء، وضمان عدم وجود انحرافات قد تؤدي إلى إضرار بمصالح الشعوب ودولها.
من هذا الواقع حرصت المملكة على استضافة وتنفيذ أعمال القمة العالمية للذكاء الصناعي، وتحت رعاية سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، نظمت الهيئة "سدايا" أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في النسخة الثالثة لها، وبمشاركة واسعة تجاوزت الـ300 متحدث، إضافة إلى مشاركة وحضور عديد من الشخصيات ذات الاختصاص في ملف الذكاء الصناعي من غالبية دول العالم المهتمة، وستنطلق أعمال القمة في شهر سبتمبر القادم في العاصمة الرياض في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.
قمة الذكاء الصناعي تعد من أهم وأبرز الأحداث العالمية في مجال الذكاء الصناعي، وما يعطيها القوة أنها تتم بإشراف وإدارة من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وتحظى باهتمام سمو ولي العهد - يحفظه الله -، وبالتالي فإن المتخصصين والمهتمين في هذا المجال، يحرصون على المشاركة والحضور، وإن جوهر فكرة القمة لهذا العام، بوضع أسس ومعايير أخلاقية تضبط عملية التطور الجاري في عالم الذكاء الصناعي، هي فكرة مهمة جدا وضرورة لا بد منه، حتى يتم المضي قدما في مجال الاستثمار في الذكاء الصناعي بشكل سليم، ولا يخرق القوانين بشكل عام.
إن رؤية سمو ولي العهد أن يجعل المملكة مركزًا تقنيًا عالميًا لأحدث التقنيات المتقدمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، رؤية حكيمة جدا، لأن هذا المجال يعتبر برمته جديدا، وبالتالي لا بد أن نكون من السباقين في توطينه والاستثمار فيه، في مجالات أخرى لا ننكر أن العالم سبقنا في الصناعات والاختراعات، لكن في كل ما هو حديث جديد، فإن رؤية ولي العهد أن تكون المملكة من الرواد ومن صفوة الصفوة، هي رؤى ستعود بالنفع والخير على حاضر المملكة مستقبلها، وتدعم طموحاتها وتحقيق أهدافها في المجالات الأخرى المتنوعة.
من المتوقع أن يتم في أعمال القمة توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات سواء الدولية أو الإقليمية، كذلك منتظر أن يتم إطلاق مبادرات متخصصة باسم السعودية تساهم في تطوير مجالات تقنيات الابتكار والذكاء الصناعي في دول العالم المتحالفة، لهذا لا بد أن نقدم للعالم نموذجا فريدا متميزا في كيفية إدارتنا لملف الذكاء الصناعي، وكيفية مساهمتنا النوعية في تطويره وتمكينه من خدمة مصالح الدول والشعوب والإنسانية جمعاء، خاصة أن الكثير من قيادات دول العالم السياسية والاقتصادية وكبار الرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات العالمية ستكون حاضرة.
لا شك أن نجاح القمتين السابقتين هو المحفز الرئيس لهذه المشاركة الكبيرة المنتظرة في القمة الثالثة، لأن هذه القمة في رؤية المملكة تعد من القمم الوطنية ذات الأهمية القصوى، ليس لأنه مجال جديد وحسب، بل لأنها تدعم وتساند عملية تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وهذا الاهتمام الوطني، جعل العالم كله يرغب ويسعى للمشاركة، لأن العالم كله اليوم يعرف جيدا جوهر روح العمل السعودية، خاصة وهو يرى بأم عينيه النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها وتشهدها المملكة، وحصريا منذ تولي سمو ولي العهد قيادة ملف صناعة المستقبل السعودي.




http://www.alriyadh.com/2092632]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]