ما أجمل أيام الدراسة، مهما كانت المعاناة، وكأنها قدر محتوم يكابده أولياء الأمور يومياً، منذ لحظة استيقاظ الأبناء، وإصرار الأهل على تناول وجبة الإفطار الصحي –من وجهة نظر الأهالي وكذلك خبراء الصحة والتغذية– وحالة الرفض من الأبناء، وبين شد وجذب يتم الوصول إلى حل وسط، وكأننا في معركة تفاوضية سياسية، وهذا الحل الوسط لا يرضي طرفي التفاوض، ولكنه حل مقبول نسبياً، لأننا لا نريد الدخول في معارك الجميع فيها خاسر لا محالة، ويظل الهاجس ماذا سيتناول الأبناء في مقاصف المدارس؟، فهل تلتزم المدارس بالمحاذير الصحية الآتية من وزارتي الصحة والتعليم؟، فيما يتعلق بمنع الأغذية المحظور تناولها، خاصة لفئة طلاب المدارس، لضمان الحفاظ على الحد الأدنى من الصحة العامة، والمساهمة –ولو بشكل طفيف– في علاج مشكلة السمنة التي تتزايد بين تلك الأعمار الواعدة، ومن ثم تنذر بعواقب وخيمة في المستقبل القريب، من ضغط وسكر وكوليسترول، وأمراض القلب، خاصة في ظل عدم وجود برامج رياضية مدرسة في المدارس، في حصص التربية البدنية، بدلاً من إلقاء الكرة للشباب وتركهم يهرولون خلفها بين شد وجذب، ولكن الحال أفضل قليلاً من مدارس البنات، فلا توجد خطة واضحة لرياضة البنات في المدارس، مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من المدارس تفرض على البنات أن يشتروا ملابس رياضية "بدلة رياضية" في بداية العام الدراسي، ولكنها لا تستخدم، ونحن نعيش على أمل تطبيق البرامج الرياضية للجنسين وفق أسس مدروسة.
أما المشهد الثاني الأكثر غرابة، فيتمثل في النقل المدرسي، حيث تطالب الشركة المعنية بالأمر أولياء الأمور بضرورة التسجيل في خدمة النقل المدرسي مبكراً، قبل بداية العام الدراسي بشهور، فيهرع الجميع للتسجيل، وها هو العام الدراسي مر منه قرابة الشهر، ومازالت خدمة النقل متوقفة، عسى أن يكون الأمر خيراً، لأن الأهالي يعانون يومياً في توصيل أبنائهم، سواء من خلالهم، أو الباصات الخاصة، أو تطبيقات النقل المنتشرة في أرجاء المملكة، وتقدم خدماتها بأسعار متفاوتة، المهم أنها وسيلة نقل موجودة حتى يتكرم النقل المدرسي بتسيير باصاته، ونحن معكم منتظرون.
مشهد كوميدي كنت أظنه نادر الحدوث، ولكنني اكتشفت أنه متكرر، فعندما تطلب وسيلة نقل من خلال التطبيقات المتخصصة، يأتي سائقون من جنسيات متعددة، والأمر أصبح معتاداً، ولكن الغريب عندما تفتح حديثاً مع السائق تكتشف أنه يعمل سائقاً خاصاً لدى أحد المواطنين، وأن هذا المواطن المحترم يقوم بتشغيل العمالة لديه كسائقين، طبعاً التسجيل على التطبيق باسم المواطن وسيارته الفارهة، أما السائق على أرض الواقع لعامل منزلي يقود سيارة "تعبانة" اشتراها صاحب العامل لعامله، وقد يعتقد أحدنا أن صاحب العمل يترك حصاد اليوم لعامله، والعكس هو الصحيح، فالعامل يقوم بهذا العمل كجزء من مهام وظيفته اليومية، كنت أظن أن هذه الحالة فردية، ولكنني اكتشفت أنها متكررة، مما يستدعي تحقيقاً من الجهات المسؤولة، فربما يكون هذا التصرف نوعاً من التستر، مع أن الفائدة لا تذهب للسائق، وربما استغلال للسائق وتشغيله في مهنة غير التي تم استقدامه من أجلها.




http://www.alriyadh.com/2093209]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]