ست سنوات تزيد أو تنقص قليلا تلك التي مرت منذ ظهور ملامح المشروع الرياضي السعودي للمرة الأولى، وفيه تحققت الكثير من المستهدفات الرائعة التي لم تكن لتتحقق لولا وجود الإرادة وحسن الإدارة، وتحديداً على مستوى إظهار المملكة كوجهة عالمية للأحداث الرياضية من خلال استضافة الأحداث العالمية، وآخرها انفراد السعودية باعتبارها المرشح الوحيد والفائز شبه المؤكد بحق استضافة كأس العالم 2034.
نقلة كبيرة على مستوى تطوير البنية التحتية حققنا فيها الكثير من مستهدفات المشروع الرياضي، ولا يزال هناك الكثير بجعبة القيادة الرياضية بدعم ووقوف مباشر من عراب الرؤية وقائدها، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
لكن ماذا عن مواكبة الأندية السعودية لطموحات المشروع السعودي؟ سؤال يبدو مشروعاً ومنطقياً في ظل الدعم الذي تتلقاه الأندية منذ سداد كل مديونياتها مروراً بدعمها على مستوى التعاقدات وإطلاق برنامج للدعم الحكومي الثابت والمتغير وفق معايير معينة.
بذلت وزارة الرياضة جهوداً كبيراً في ملف الدعم وربطه بعناصر حيوية مثل الحوكمة والألعاب المختلفة علاوة على العمل اللافت في ملف التخصيص، وهنا لا بد من وقفة تجاه أكثر من ملف، إذ أن ثمة أندية لا تزال تراوح مكانها ولم تنجح في مواكبة المرحلة في ظل بقاء الفكر الإداري وتعلقه بمرحلة ما قبل المشروع، فالمنجزات منعدمة والعمل هو ذاته الذي كان عليه قبل المشروع، ليبرز التساؤل المنطقي عن دور الوزارة في مراقبة عمل الأندية بعيداً عن مؤشرات الأداء ومعايير الحوكمة التي لا تبدو كافية لتقييم الواقع والعمل الإداري، ففي الرياضة صحيح أن مؤشرات الأداء ومتابعة معايير الحوكمة تبدو مهمة من مبدأ أن الأرقام لاتكذب، لكنها لا تقيس كل شيء ولا الأرقام تقول القصة كاملة، فالمنجز والتحسن في النتائج على مستوى الألعاب وإبراز الأبطال والمواهب هي معايير النجاح في المحصلة.
في المقابل فإن ثمة مراجعة لجوانب أخرى في المشروع تبدو مهمة تتمثل في حوكمة العمل الإداري داخل الأندية التي تم تخصيصها، إذ كان واضحاً أن حوكمة العلاقة بين الطرفين الربحي وغير الربحي لا تزال بعيدة عن الاستيعاب لدى كثير من الرياضيين، ولا أعلم إن كان ذلك يعود لعدم استيعاب رؤساء الأندية للمرحلة وحوكمتها أو أن الخلل يرتبط بقابلية حوكمة العمل في تلك الأندية للتطبيق.




http://www.alriyadh.com/2093954]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]