بمقال سابق نشر بالصحيفة بعنوان «قطاع الترفيه ليس مجرد ترفيه»، تحدثت فيه عن إنجازات قطاع ونشاط الترفيه في المملكة العربية السعودية، والذي ينسجم تماماً مع رؤية السعودية 2030 للتعزيز من مستوى جودة الحياة بالمملكة، حيث ومنذ أسست الهيئة العامة للترفيه في 7 مايو 2016، وهي تفاجئنا عاماً عن آخر بإنجازات مبهرة وغير مسبوقة في تاريخ المملكة، من حيث الارتقاء بقطاع الترفيه في السعودية، ليصبح فعلاً قطاعا اقتصادياً نشطاً يتخطى مفهوم الترفيه ليكون رافداً اقتصادياً داعماً لنمو الاقتصاد الوطني ومُمكن للشركات الوطنية ومستحدثاً قوياً للوظائف المباشرة وغير المباشرة للمواطنين السعوديين من الجنسين.
وما يؤكد على ما أقول، بالنظر فقط إلى بعض الإحصائيات والأرقام القياسية التي تحققت خلال الخمسة أعوام مضت، حيث بلغ عدد التراخيص الممنوحة لأغراض الترفيه 2189 ترخيصاً، وعدد الشركات والمنشآت العاملة بالقطاع أكثر من 2500 شركة ومنشأة، وعدد حضور الفعاليات التي بلغت أيامها أكثر من 26 ألف فعالية ما يزيد عن 75 مليون زائر، في حين بلغ عدد التصاريح 1809 تصريحات وعائدات القطاع أكثر من مليار ريال سعودي.
ووفقاً لبيانات وإحصائيات أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء، على موقعها الرسمي، أوضحت أن نسبة زيارة الأفراد (15 سنة فأكثر) لأحد أماكن الفعاليات أو الأنشطة الثقافية بلغت 80٪ من إجمالي سكان المملكة، بينما بلغت نسبة زيارة الأفراد لأحد أماكن الفعاليات أو الأنشطة الترفيهية 90٪ من إجمالي سكان المملكة. كما وأظهرت نتائج النشرة أن نسبة الأفراد الذين حضروا الاحتفالات الوطنية بلغت 13%، بينما بلغت نسبة زيارة دور السينما 11%، وبلغت نسبة الأفراد السعوديين الذين قاموا بزيارة أحد مواسم الترفيه السعودية 39%، بينما بلغت نسبة الأفراد غير السعوديين الذين زاروا أحد مواسم الترفيه السعودية 36%.
جميع تلك الإحصائيات والمؤشرات الإيجابية المتحققة عن قطاع الترفيه تؤكد بما لا يقبل الشك، بأن هناك نسبة كبيرة جداً من الشعب السعودي، بما في ذلك من المقيمين متعطشون للترفيه، سيما وأن الترفيه فوائد عظيمة وجليلة، حيث أنه يساعد على كسر روتين الحياة وإدخال البهجة والفرحة للنفوس، مما يساعد على الإبداع والإنتاجية في العمل، كون أن الترفيه يُعد عاملاً مساعداً للتغلب على الملل والشعور السلبي للإنسان.
ودون أدنى شك أن لموسم الرياض وما تضمنه من فعاليات عديدة منذ انطلاقته قبل أربعة أعوام، دوراً مهماً وفاعلا في تحقيق تلك الأرقام، سيما حين النظر والأخذ بعين الاعتبار الأعداد الهائلة من الزوار في كل عام، حيث على سبيل المثال كانت حصيلة عدد الزوار للفعاليات والأنشطة الترفيهية خلال العام المنصرم وفقاً لموقع العربية نت أكثر من 20 مليون زائر، منهم نحو مليوني سائح دولي خلال الـ5 أشهر فقط، وسيطل علينا هذا العام موسم الرياض في نسخته الخامسة 2024 في 12 أكتوبر القادم بحلة جديدة كما كَشفت عن ذلك الهيئة العامة للترفيه (GEA) عن تفاصيله مؤخراً، حيث سيتضمن 14 منطقة ترفيهية، تُقام على مساحة أكثر من 7.2 ملايين متر مربع، تم فيها إبرام 4200 عقد مع 2100 شركة (95% منها شركات محلية)، إضافة إلى إقامة 11 بطولة عالمية و10 معارض ومهرجانات متنوعة.
يُذكر بأن موسم هذا العام سيشهد توسعاً في أغلب مناطقه، إلى جانب إقامة 11 بطولة عالمية و10 معارض ومهرجانات متنوعة، حيث على سبيل المثال سيشهد حفل الافتتاح تحديد بطل العالم لوزن الخفيف الثقيل في الملاكمة، كما سيكون الجمهور على موعد مع معرض الديناصور العملاق “أولولو” الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 20 متراً.
كما وستقام بجانب منطقة بوليفارد سيتي على مساحة 140 ألف متر مربع، منطقة مخصصة لثلاث طائرات عملاقة من طراز بوينغ 777 جرى تحويلها إلى محلات تجارية ومطاعم و13 تجربة تفاعلية للكبار والصغار.
أخلص القول؛ بأنه منذ تولي الهيئة العامة للترفيه، مسؤولية تنظيم قطاع الترفيه في المملكة، وقطاع الترفيه يشهد تطوراً مذهلاً وغير مسبوق في المملكة، سواء أكان من حيث التنظيم الأكثر من روعة أو من حيث دعمه للمنشآت والشركات الوطنية بما في ذلك قدرته على خلق الآلاف من الوظائف للشباب السعودي من الجنسين، متوقعاً بإذن الله أن يكون لقطاع الترفيه في المملكة خلال الأعوام القليلة القادمة شأناً مضاعفاً على ما هو عليه واقع الحال اليوم، في تشكيل خارطة الإيرادات غير النفطية للمملكة ومساهمته ودعمه كمرتكز أساسي لنمو الاقتصاد الوطني.




http://www.alriyadh.com/2094147]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]