غريبٌ عن الأشياء من حولي
أنا لا أنتَ كالوترِ النشازِ
على كمانِ الوقتِ مشدودًا إلى
الألحانِ
تحملني على النجوى
وأنتَ طبيعةُ الأسماءِ
في كل الفصولِ سحابةٌ بيضاء
تخفي عن عيونِ الشمسِ كلَّ
خطيئةٍ تمشي على الأقدامِ
لا.. لا أنتَ تشبهني وليستْ غربتي
ظلَّ الخُطا
تمضي لبابِ الليلِ مدركةً
مزارَ الشمسِ
حين تغيبُ عن عرقٍ لفلاّحٍ تولّاه
الشجرْ قم أيها الليل المعلَّق في حديقتنا
سنمضي للصباحِ معًا
لا توقظِ الكلماتِ كلُّ ستائرِ التاريخِ
مسدلةً
على أن تستبيحَ النومَ ما شاءتْ وما
شئنا

قالت القصيدة:
ويسألونك عن الغربةِ متى كانت
وأنّى تجيء وكيف لها أن تتلبّسني
فيك.. فأتلبّسكَ لها..
إنها سلطة الزمان على المكان..
تماما كما أنها تمرّد المكان على
زمنه
قلمٌ كونيٌّ يعيد تشكيل الخرائط
والأسماء، ثم لا تقيم إلا في مدينة
ذواتها حكايات خريفيّة تتشرد على
رصيف الأحداث.. فلا يعبأ بها
العابرون، ولا تلقي السلام على
أيامها..
الغربة بلا أم ولا طاولة طعام..
بلا أصدقاء كا الظلال
لا أعرف عن الغرباء إلا دخان
سجائرهم في الزوايا المعتمة
حتى قهوتهم لا تعدّها لهم حبيبة
ولا يقدمها لهم موعد..

لهذا.. ومن تحت حطام غربتي..
من تشرّد أحلامي.. وتسكّع
وجودي.. وحدُك أفتقدك فقط
حينما لا أجد جدوى لرحيلك، حتى
وأنتِ تغادرين جنةَ قلبي إلى ربيع
ذاكرتي يحبكِ الشعر فيّ..!
كأنما أحبكِ في الزمن الأخير،
فتذهبين وحدكِ إلى مدينة لا
تعرف كم مرة قصَصْتِ شعركِ
باستشارتي وهذّبتِ أظافركِ
بانتظاري وخنتُ الوقتَ فيك..!
لا أستطيع النسيان وإن انتحلتُه
زمنًا، ولا أكتبُ حزني إلا حينما
أتذاكركِ معي..! كأنكِ الشمس التي
تعودُ دائمًا، أو البحر الذي لا يتخلى
عن ملوحته، أو حتى وجهي الذي
يلتقيني على المرآة كلما بكيت..!
سأترك لك كل شيءٍ وأبقيك، أصفعُ
عنكِ الهواء لأصفّقَ بك، أختلسُ
لسانكِ وأرويني..،
أسمع عنك الشجر وألعق منه
صباحات الحقيقة، أتعاطى مع
البحر كلما زرتُهُ سيرة الليل
والنجومِ وقصائد الكلام.. ثم
أشربُ نخبي الأخير معك..!

أعرف كل هذا.. لكن دعني.. أكمل
حديثي عن هذه الغربة التي
لا تدركها الأوطان..
ولا يعبأ بها الموت!
إنها جناية الزمان بالمكان.. غواية
الوحيد بالضياع.. مكيدة الأحلام
بالعمر الضَّال
أحيانًا أشعر ربما وحدي أن في
قلبك عصفور بجناحٍ واحد.. تمامًا
كما أن في عين كل غريبٍ دمعة
متردّدة بعد وداعٍ أخير..
إنها رحلة الموج نحو الوصول..
تلك التي لا تمل.. لا تتأخر..
تهرولُ دائماً نحو الشاطئ حتى لو
كانت خاتمتها انتحارًا على صخوره

كّلما تستقيمُ يدي
تُهَدهدُ ذاكرتي مُلْهِمَةْ
كالتوابيتِ نحنُ..
أنا والتي لا تكونُ معي
كلّما فرّغونا من الموتِ تسكننا
وحشةٌ مُظْلِمةْ..!




http://www.alriyadh.com/2097583]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]