في قضية فلسطين يدرك المجتمع الدولي أن السلام هو الحل، وأنه لن ينجح إلا إذا كان سلاماً عادلاً شاملاً يحقق مبدأ الدولتين. هذا هو الحل الذي بادرت به السعودية وتبنته الدول العربية والإسلامية، لكن حكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو ترفض حل الدولتين، أي أنها بكل وضوح ترفض مبدأ العدالة وتقرر أن من حق إسرائيل أن يكون لها دولة، وأن على الشعب الفلسطيني أن يعيش مشرداً. ما موقف المجتمع الدولي من هذا الموقف الإسرائيلي المتغطرس؟ هل وصل المجتمع الدولي إلى مرحلة اليأس والاستسلام للأمر الواقع؟
هل المجتمع الدولي حكم أم خصم في هذه القضية؟ وكيف ينتظر المجتمع الدولي تطبيعاً مع إسرائيل في ظل واقع ظالم وظروف احتلال وتوسع يحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم! في هذا الشأن أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، أن المملكة لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية. هذا القرار السعودي هو امتداد لموقف داعم ثابت لقضية فلسطين، دعم سياسي وإنساني لا يتوقف مهما كانت الظروف والتقلبات السياسية.
ما دور المجتمع الدولي؟ وثمة من يطرح السؤال بصيغة أخرى، من هو المجتمع الدولي؟ ولماذا لا يركز هذا المجتمع على الحل الاستراتيجي لقضية فلسطين بدلاً من تضييع الجهد والوقت على تفرعات القضية وهوامشها؟ وبدلاً من التناقض أحياناً، والغموض أحياناً أخرى في الموقف من حل الدولتين! أقوال بعيدة عن الأفعال وأفعال تفتقر إلى الشجاعة ولا تعبر عن المبادئ التي يثرثر عنها المجتمع الدولي دون توقف وهي مفقودة على أرض الواقع.
إسرائيل تريد أن تجمع بين الاحتلال والأمن، وأن تكون فوق القانون، وهذا وضع غير منطقي وغير عادل وغير قابل للاستمرار. ومثلما المجتمع الدولي عاجز عن حل هذه الأزمة ويعجز في مواقف كثيرة حتى عن فعل الإدانة فإن جامعة الدول العربية وهي جزء من المجتمع الدولي غارقة في أزمات عربية ولم تتمكن حتى من القيام بالحد الأدنى من خلال حملة إعلامية دولية مستمرة تفضح المحتل الإسرائيلي بطرق ووسائل مختلفة لتوعية شعوب العالم بقضية فلسطين وشعب فلسطين الذي ينتظر من عالم يرفع شعار حقوق الإنسان أن يلتفت للإنسان الفلسطيني الذي يفقد حقوقه الأساسية في حياة حرة كريمة آمنة. مجتمع دولي تتحكم فيه دول تملك حق الفيتو وهي دول رغم قوتها تعجز عن اتخاذ قرار مستقل، لا تنحاز للعدالة بل لمصالحها الخاصة، فهل المجتمع الدولي في أوضاعه الحالية خصم أم حكم؟
http://www.alriyadh.com/2097599]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]