قال النائب الديمقراطي دان غولدمان، بعد أقل من 24 ساعة من محاولة اغتيال ترمب الثانية: "هذا الرجل -ترمب- يجب عليه عدم الوقوف على المنصب مرة أخرى، هذا الرجل مدمر لديموقراطيتنا، ويجب القضاء عليه وإقصاؤه".
محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل متكرر، وهذا الخطاب الحاد والطلب الصريح للقضاء على دونالد جي ترمب يعكسان -بشكل قطعي- حالة الاستقطاب الفكري الحادة، وهشاشة للمجتمع الأميركي الذي -بدون شك- أصبح غير مقتنع بمعادلة الضبط والتوازن التي كانت تحتضنها وتأمنها السلطات الثلاث المتمثلة في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.
مهما حاول الشعب الأميركي تجاهل هذه الحقيقة، فإن واقع الأحداث وتسارعها وخطورتها تكشف عن وجهة دون استحياء. والاستقطاب الفكري ليس حديثًا في المجتمع الأميركي، ولكن الجديد هو الرغبة المتطرفة في إقصاء الآخر بشكل نهائي؛ من أجل تحقيق الأجندات الفكرية دون أي تحديات أو تعثر.
قارئ تاريخ الولايات المتحدة الأميركية يعلم بأن الخلاف والاستقطاب الذي أفضى في نهاية المطاف إلى هذا الواقع المشوه كان نتيجة الحزبية السياسية التي حذر منها جورج واشنطن -أول رئيس للولايات المتحدة- في وصيته للشعب الأميركي..
الدستور الأميركي الذي أسهم جورج واشنطن في صياغته عام 1787، هو الدستور الذي لا تزال الحكومة تعمل بموجبه حتى اليوم، فهو لا يذكر الأحزاب السياسية، وبحسب المؤرخين ظهرت الأحزاب فقط بعد خوض بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب في عام 1793، حيث بدأ الحزب الجمهوري الديموقراطي في تشكيل نفسه حزبَ معارضة حقيقيًا في السياسة الأميركية، ضد ما أصبح يعرف باسم الحزب الفيدرالي آنذاك.
عودا إلى ذي بدء، يقول الناقد اليميني جينينغز من (CNN) عن المحاولة الثانية لاغتيال ترمب: "يكثر الحديث في هذه الأثناء على أن الخطاب المتطرف يأتي من كلا اليمين واليسار، لكن هذا لا يهمني، فترمب هو المستهدف، ولقد نجا من محاولتي اغتيال. إنه في خطر، وربما فات الأوان لنزع التطرف عن كل من يعتقد أن البلاد ستنتهي إذا فاز"، عزيزي القارئ، محاولات اغتيال ترمب تكشف -كما ذكرنا- عن الحد الذي وصل إليه المجتمع الأميركي من حيث حدة الانقسام، وهذا المشهد المشوه يتابعه الحلفاء والأضداد بشكل دقيق، وفي هذا الشأن يقول السيناتور المخضرم روبرت ف. كينيدي: "لقد أصبحت أميركا أضحوكة!" وقد أصاب السيناتور في هذا كبد الحقيقة.
http://www.alriyadh.com/2097915]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]