بحسب "المركز الوطني للتنافسية" الحكومي المستقل، المؤَسس في عام 2019م، إن التنافسية تعني قدرة الدولة على الاستغلال الأمثل لجميع مواردها وسياساتها ومؤسساتها على المستويين المحلي والدولي، ومن ثم القدرة على المنافسة العالمية، بهدف رفع كفاية الخدمات المقدمة للأفراد وقطاع الأعمال وجودتها، وتحقيق التنمية المستدامة للدولة، وجعلها في مركز تنافسي متقدم؛ لذا كانت المملكة حريصة على إنشاء هذا المركز، ومنحه الاستقلالية والصلاحية؛ ليؤدي دوره الوطني بكفاءة ومسؤولية، وأرى أنه يقوم بدوره، ويبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بمفهوم التنافسية بمعناها الشامل المتكامل، بل وحقق منجزات مذهلة في وقت وجيز جدًا، وهنا مصدر فخرنا كسعوديين، وإعلام تحديدًا.
ولأن الموضوعية تقتضي الشفافية في التناول، فلا يمكن أن نتجاهل ما قام به المركز من جهود جبارة نفخر بها جميعاً في وقت وجيز، أسهمت في تحقيق المملكة المرتبة 16 عالميًا من أصل 67 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، كما حققت المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) بسويسرا، والمرتبة الثانية عالمياً في مؤشرات التحول الرقمي في الشركات، والرسملة السوقية لسوق الأسهم، وتوافر رأس المال الجريء، وتطوير وتطبيق التقنية، وتوافر تمويل التطور التقني، والمرتبة الثالثة عالمياً في التبادل التجاري، وقدرة الاقتصاد على الصمود، وقدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، وتشريعات البطالة، وإجمالي نشاط ريادة الأعمال في مراحله الأولية.
إن المتخصصين في هذا المجال يعلمون هذا الدور جيداً، ولكن أين الظهير الشعبي؟ أين الرأي العام من هذه الرؤية الوطنية، والتوجه العالمي؟ إن جهود المركز تحتاج إلى تواصل إعلامي ليطلع الرأي العام على تلك الجهود والإنجازات، ولكن إذا كان الإعلام والصحافة على وجه الخصوص يحاولان القيام بدورهما التنويري، فنرى أن تكون هناك خطة عاجلة لآلية التواصل البنّاء، حتى يقوم الإعلام بدوره في ظل هذه الرؤية والثقافة.
يظل الإعلام حائط الصد والحماية، والمرآة الصادقة التي تعكس جهود كل الجهات الحكومية وغيرها، وتسليط الضوء على إنجازاتهم، بل والرؤية الاستراتيجية لهم، وتوعية الرأي العام بأهميتهم، وما حققته المملكة من مكانة على الصعيد العالمي في هذا الإطار.
وإذا كان الشيء بنقيضه تتضح الحقائق، فلنا في معالي وزير التجارة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتنافسية د. ماجد بن عبدالله القصبي، المثل والقدوة في التعاطي مع وسائل الإعلام على اختلافها المحلية والإقليمية والعالمية؛ لإيمانه بدورها في تغذية الرأي العام بالمعلومات الموثّقة ذات الصدقية العالية، التي تدحض الإشاعات والأخبار المغلوطة في مهدها، وإطلاع جموع أبناء الوطن والمقيمين –بشفافية ونزاهة– على الجهود والتحديات والنجاحات، بل والخطط المستقبلية وجدواها الوطنية، وتأثيرها على برامج التنمية الشاملة، فالإعلام من أهم أدوات الدولة وقواها الناعمة القادرة على تخطي الحدود، والتأثير الداخلي والخارجي، بالتعاون والتواصل سينجح في هذا الدور الوطني لكل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وهذا حقهم أيضاً.





http://www.alriyadh.com/2098641]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]