القضايا الدولية عادة ما تكون شائكة وحلولها صعبة لتعدد مواقف أطرافها واختلاف مصالحهم وأهدافهم ، لذا فهي عادة تأخذ الكثير من الوقت والجهد وصولا إلى حل قد لايرضي جميع الأطراف بل قد يكون تقاربيا يمثل حلا أقرب للوسط وإن اختلف معه في بعض التفاصيل .
القضية الفلسطينية التي هي في عامها السادس والسبعين وتمخض عنها ثلاث حروب رئيسية غير الأزمات التي تسببت بها والحروب الجانبية ، لازالت تراوح مكانها ، بل ربما ازدادت تعقيدا خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي ، فإسرائيل لم تتوان عن الاستخدام المفرط للقوة لعدة أسباب منها الانتقامي ومنها لإثبات قدراتها العسكرية والترسانة التي تملكها ، فكانت النتائج كارثية على مستوى الإنسان والبنيان ، فسقط الشهداء الأبرياء وتشردت الأسر وتشتت فكانت الكارثة الإنسانية التي لازالت حاضرة للعيان خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
المملكة وعبر تاريخها كانت سندا قويا غير متاجر بالقضية الفلسطينية ، هي قدمت كل أنواع الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني عبر عقود من الزمن ، لم تأل جهدا في مناصرة القضية وطرحها في كل المحافل الدولية ، وما المبادرة العربية للسلام في العام 2002 وما تلاها من مبادرة سمو ولي العهد بطرح حل الدولتين مقابل السلام مع إسرائيل إلًا تجسيدا واقعيا للرغبة السعودية في الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية ، الحل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية المشروعة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
المبادرة السعودية لحل القضية الفلسطينية تحتاج إلى اتخاذ قرارات قد لا تتناسب مع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي هي حكومة حرب .. وعادة حكومات الحرب هي أبعد ما تكون عن السلام، كون أهدافها استمرار الحرب أكبر وقت ممكن لتحقيق أهداف داخلية وخارجية كما هو الوضع الراهن في إسرائيل.
رحلة سمو ولي العهد إلى جمهورية مصر العربية والقمة التي عقدت ، و أيضا مشاركة سموه في القمة الخليجية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل ومن نتج عنهما من بيانات كلها أكدت أن الطريق الوحيد للسلام في الشرق الأوسط هو إقامة الدولة الفلسطينية ولا حل سواه إلا استمرار الوضع الراهن الذي في حال لم يتم تحقيق السلام فسيكون الوضع أكثر تعقيدا مما هو عليه الآن.
http://www.alriyadh.com/2099653]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]