السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أتذكر تلك الرسوم التي أساءت لنبيك صلى الله عليه وسلم¿
أتذكر غضبة العالم الإسلامي كله من الشرق والغرب¿
أتذكر حماسك عندها وكيف كنت على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجله صلى الله عليه وسلم ¿
هل تذكر كل هذا أم أن الدنيا استطاعت أن تشغلك في متاهاتها الكثيرة التي لا تعد¿
كنا قد تكلمنا عن هذه الأحداث في مرة سابقة وقلنا إن ما حدث للمسلمين كان بسبب المسلمين أنفسهم والضعف الشديد الذي أصابهم.
كما قلنا أن أهم الأسباب هي عدم احترام المسلمين أنفسهم لنبيهم وقدوتهم صلى الله عليه وسلم
حسنا ما الداعي لفتح هذا الموضوع من جديد¿
السبب الذي دعانا إلى فتح الموضوع مرة أخرى أن هذا الموضوع يختلف عن أي موضوع أثير ضد المسلمين في الماضي كان أي موضوع يأخذ نشوة من الحماس ثم يفتر الحماس وتعود الأمور مرة أخرى إلى ما كانت عليه قبل ذلك وهذه عادتنا التي ألفناها منذ أمد بعيد.
ولكن كما قلنا فإن الموقف يختلف هذه المرة فليس لنا بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كرامة ولا عزة, ولذلك أحببت أن أذكر أحبائي بما حدث حتى لا يمر الموضوع مر الكرام ....
ما أخبار المقاطعة¿
ما أخبار رسائل الاحتجاجات¿
ثم أخيًرا ما أخبار احترامنا للنبي صلى الله عليه وسلم¿
هل فعلاً التزمنا بسنته واقتفينا أثره¿
أيها الأحبة الأمر لا زال خطيرًا وأعداء الأمة لن يتوقفوا عند هذا الحد بدليل أن العديد من الصحف الأوروبية أعادت نشر الصور المسيئة مرة أخرى على الرغم من احتجاجات المسلمين في كل مكان بل ونشرتها على موقعها على الإنترنت بلا خوف أو حياء.
المشكلة فينا أيها الأحبة أنا وأنت وهو وهي, ووالله لم يتجرأ هؤلاء الناس على نبينا إلا بعد أن رأوا من المسلمين ذلك التجرؤ من قبل.
إن سنن الله أيها الأحبة لا تحابي أحدًا على أحد بل تسير كما أحكمها الله عز وجل فهو القائل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
قال صاحب الظلال رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:
'فإنه لا يغير نعمة أو بؤسًا, ولا يغير عزًا أو ذلة, ولا يغير مكانة أو مهانة . . . إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم¡ فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم . وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون. ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم, ويجيء لاحقًا له في الزمان بالقياس إليهم'.
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
إذن أيها الأحبة السنن لا تحابي أحدًا
قال صلى الله عليه وسلم: 'إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم'.
انظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ترجعوا إلى دينكم!!
إنه كعادته صلى الله عليه وسلم يصف الدواء في كلمات بسيطة معبرة لا تحتاج لجهد كبير لكي نفهمها.
هذا هو الطريق الصحيح أيها الأحبة وكل ما عداه وسائل مساعدة أو مسكنات للجسد المريض, فالمؤتمرات والمقاطعة والاحتجاجات والمظاهرات كلها وسائل جيدة ومفيدة ولكن الأهم هو العمل على استئصال المرض من أساسه عن طريق الطبيب المختص الذي يعرف الداء جيدًا والذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم.
أخي في الله ......... ألا يستحق منك النبي صلى الله عليه وسلم اهتمامًا أكثر¿
هل ستنتظر حتى تصل الإساءة إلى الله عز وجل¿
أما تخشى أن تقابل النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فيسألك ماذا فعلت لنصرتي في الدنيا¿
لقد امتلأ قلبي بالسعادة مثل الجميع عندما علمت أن أكبر موقع غنائي على مستوى العالم العربي قد أعلن توبته من الغناء وتحويل الموقع إلى موقع إسلامي.
عندها شعرت أن هذه الأمة لا زالت بخير وأننا قادرون نحن الشباب على أن ننتصر على أنفسنا وعلى شهواتنا على الرغم من صعوبة ذلك في العصر الحديث.
وعندها أيضا تمنيت أن يعلم الجميع مثلي هذا الخبر السعيد حتى يتأكد الجميع أن العودة إلى الله ليست من الصعوبة بمكان ولكن على من يسر الله عليه.
أخي الحبيب أما آن الأوان أن تعود أنت أيضًا نصرة لنبيك الذي سيشفع لك يوم القيامة بإذن الله¿
الطريق أمامك أخي الحبيب والله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
فهيا بنا جميعًا نهب لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ونغيظ أعداء الله في كل مكان