هل سبق ومررت بتجربة مرة مع مدير سيئ ومتسلط؟ هل ما تزال تعاني من ضغوط نفسية وجراح عميقة بسبب ظلم وقع عليك من مسؤول لا يخاف الله؟ هل لديك رغبة قوية في الانتقام من ذلك المدير الظالم ومن كل من تسببوا بأذيتك؟ مقالة اليوم تناقش أفضل طريقة للانتقام من هذه النوعية من المديرين والمسؤولين...
قبل الإجابة على السؤال، أصطحبكم في قصة لملك من الملوك طلب من أحد الحكماء أن يربي ابنه أحسن تربية ويصنع منه قائداً بارعاً وحاكماً عظيماً، اجتهد الحكيم في تعليم الأمير الصغير كل أنواع العلوم والمعارف والآداب ومكارم الأخلاق، وكان الفتى نبيهاً متحفزاً للتعلم، وفي يوم من الأيام وبدون أي مقدمات راح الحكيم يضرب الأمير الصغير بالعصى حتى أوجعه وأبكاه، كتم الأمير نقمته وغضبه وأكمل تعليمه، ومرت الأيام والسنون ومات الملك وتولى ابنه المُلك من بعده، ورغم فطنته ودهائه فقد كان قاسياً بعيداً عن الرحمة في التعامل، وفي يوم من الأيام، قدم الحاجب يستأذن الملك في السماح للحكيم بالدخول عليه، وما إن دخل الحكيم حتى بدأ يعظ الملك الذي كان طالبه السابق ويوصيه بإقامة العدل إنصاف المظلومين، نظر إليه الملك نظرة استهجان وقال له: "أنسيت ضربك لي بغير وجه حق؟؟ من أنت لتتكلم عن العدل يا هذا!!"، أجابه الحكيم قائلاً: "هل تذكر شعورك في ذلك الوقت؟ هل تذكر الألم الذي شعرت به؟ هذا ما أردت أن تتعلمه.. أردتك أن تتجرع مرارة الظلم لكي تعرف مقدار الأسى الذي يمكن أن تسبب به للآخرين عندما تصير في موضع قوة وسلطة.. كان ذلك أهم درس علمتك إياه خلال تلك السنوات الطوال..".
في الواقع، بقدر ما تعلمت الدروس القيادية الرائعة من الكثير من المديرين والمسؤولين الذي عملت تحت إدارتهم، وكانوا لي نعم السند والمعين، فقد تعلمت أكثر من كل الذين حاربوني وآذوني وصنعوا المشكلات ووضعوا العراقيل في دربي، كنت أصل أحياناً إلى مرحلة أشفق فيها على المديرين الذي كانوا يحاربونني ويكيدون ويخططون لإسقاطي عبر مختلف الأساليب الملتوية، كنت أعتبرهم أناساً ابتلاهم الله بقلوب سوداء ومرض سلوكي عضال أو بفيروس سوء الأخلاق، كنت أحاول أن أذكر نفسي بأنه لا داعي لإضاعة الوقت والعمر في التفكير بكيفية الرد على تلك المؤامرات، لأنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والظالم يجعل الله تدميره في تدبيره وبأن أفضل رد على الحساد والحاقدين هو تحقيق نجاحات أكبر لأن الشمس لا يمكن حجبها بالغربال.
وباختصار، أفضل طريقة للانتقام من مديرك الظالم هي أن لا تكون مثله، ولا تظلم أحداً باستخدام سلطتك وقوة منصبك، وأجمل طريقة للانتقام من مديرك الظالم هي أن تصنع أجيالاً من المديرين والقادة العادلين الذين سيذكرونك بخير وسيسيرون على دربك ويصنعون الأثر الإيجابي الذي ينفع المجتمعات حتى بعد أن ترحل من هذه الدنيا.
ويبقى المبدأ الأهم وهو ضرورة العمل على الاحتفاظ باللقب والدفاع عنه والفوز به أكثر من مرة وعدم الاكتفاء بالفوز مرة واحدة، ولا شك أن لكل منظمة دوري أبطال خاص بها في مجالها والذي لا يستطيع أن يحققه إلا القلة، ولا يستطيع الحفاظ على اللقب إلا عدد محدود جداً من المنظمات التي تمتلك فرقاً استثنائية وقياديات قوية وأمينة!




http://www.alriyadh.com/2015398]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]