يوم الجمعة الماضي لفت انتباهي على قناة الحياة المصرية الاحتفاء بالملحن السعودي الراحل سراج عمر مع كوكبة من النجوم المصريين من عمالقة الغناء العربي الراحلين: محمد فوزي، وعبدالحليم حافظ، وفايزة أحمد، ومحرم فؤاد، وأم كلثوم، من خلال حفلة جماهيرية بدار الأوبرا المصرية بعنوان «حفل الأساتذة»، أحياها وبكل تألق المطرب مدحت صالح. أغنية «مقادير» التي كتب كلماتها الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل ولحنها سراج عمر وغناها الراحل طلال مداح، كانت حاضر وبفخامة طربية عربية سعودية في حفل «الأساتذة» مع أغنيات عربية مشهورة لا زالت من أثمن ما تحتويه المكتبة الفنية العربية: «يا جميل اللي هنا» و»تملى في قلبي»، و»قولوا له الحقيقة» و «يا هلي يا هلي» و»فوق الشوق» و»صافيني مرة»، و»أسمر يا أسمراني»، و»حمال الأسية» و»شفت بعيني»، و«مصر التي في خاطري» واختيار الأغنية السعودية الأشهر سعوديا على المستوى العربي منذ أن تغنى بها طلال مداح وغناها وأشهرها، ثم غنتها الراحلة وردة الجزائرية وساهمت أيضا في انتشارها، دليل على الذائقة السعودية فنيا والتي لم تطمسها الظروف التي مرت بها السعودية بحقبة معينة، نسيناها وبصورة سريعة ومدهشة مع الفترة الذهبية التي نعيشها خلال الحالية والعودة للذائقة الفنية بكل جماليتها، فمعروف أن المصريين وهذه حقيقة نعلمها خصوصا بمجال الفن، نادرا ما يحتفون بما هو غير مصري في الحفلات الكبيرة المشابهة لحفل الأساتذة، وهذا من حقهم ويساعدهم وبكل قوة أن أساطير الفن العربي هم العمالقة المصريون الذين ساعدهم الإعلام المصري الذي كان يتسيد الإعلام العربي قبل عقود، وأيضا الكثافة البشرية بمصر وميلهم الطبيعي بصورة قومية لكل ما هو مصري، مع عدم إغفال صعوبة اللهجات العربية المختلفة أو تجاهل وهذه حقيقة الإعلام هناك لما هو غير مصري. نعم كانت حفلة فخمة فنيا ولكن وبكل تجرد دعونا على سبيل المثال نعود للأفكار الخلاقة والمختلفة والمدعومة بإمكانيات كبيرة التي قامت وتقوم بها هيئة الترفيه في السعودية، عودوا ليلة روائع محمد الموجي مثلا، و»من المتوقع أنك يكون الملحن رياض السنباطي» قريبا، تم التعامل مع الفكرة بذائقة عالية عربيا وبنكهة سعودية، نعم الاحتفاء بالرواد وتكريس الذائقة الجيدة مطلب في هذا الزمن المتردي فنيا، وحفل الأساتذة الذي خرج عن المألوف والمتعارف عليه فنيا ووجود رائعة سعودية، يعطيني فرصة لكي يكون لدينا وكاقتراح لهيئة الترفيه، ليلة تضم أشهر الأغاني والروائع السعودية والتي نالت شهرة عربية، لكي يتم الاحتفاء بها وإعادة تصديرها مرة أخرى للمشهد الغنائي العربي بالتوجه السعودي الجديد وبالقوة الإعلامية التي نملكها خصوصا فضائيا. رحم الله محمد العبدالله الفيصل وسراج عمر وطلال مداح والراحلين من العمالقة الذين بقيت روائع إبداعهم حاضرة بالذائقة الفنية الممتعة، دون أي شوائب أو أمور خارجة عن الحياء والذوق العام، شكرا للرائع المطرب العربي مدحت صالح ولمنظمي حفل الأساتذة لخروجهم عن المألوف والذي اعتدنا عليه بالسابق.
http://www.alriyadh.com/2021627]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]